* بلقاسم ساحلي أصغر الوزراء.. وزيّاري أكبرهم باستلامهم مهامهم بصفة رسمية تكون مأمورية الوزراء الجدد الصّعبة قد بدأت بشكل فعلي، ويكون اصطدامهم بالنّقائص الموجودة في القطاعات التي يشرفون عليها أمرا واقعا وشرّا لابد منه، لتبدأ بصفة عملية مهمّة استدراك تلك النّقائص والعمل على كسب ثقة ملايين الجزائريين الذين ينتظرون الكثير من تشكيلة عبد المالك سلال. الفريق الحكومي الجديد الذي استلم مهامه الرّسمية ساعات قليلة بعد الإعلان عن تكليفه بمهمّة الإشراف على تسيير مختلف القطاعات الوزارية تعلّق عليه آمال كبيرة، ويأمل 36 ملايين جزائري أن ينجح الوزراء الذين تشرّفوا بالانتساب إلى طاقم سلاّل في حلّ المشاكل العديدة التي تنغّص حياتهم في مجالات شتى، وهي مشاكل لم يكن برنامج الرئيس بوتفليقة كافيا لمحوها بسبب سوء تنفيذ البرنامج على المستويين القطاعي والمحلّي، وهو الأمر الذي تفطّن إليه الرئيس وأشار إليه في أكثر من خطاب، ملمّحا إلى أن (يدا واحدة لا يمكنها التصفيق). لقد قدّم محمد السعيد، وزير الاتّصال الجديد، صورة تلخيصية واضحة عن ما ينبغي أن يكون عليه أداء الطاقم الحكومي الجيّد، عندما قال إنه سيسعى إلى تثمين إيجابيات القطاع واستدراك نقائصه، وبدر ما هو مهمّ التكفّل بالانشغالات وحلّ المشاكل واستدراك النّقائص بقدر ما هو مهمّ جدّا تثمين إيجابيات مختلف القطاعات وإتمام البرامج الجادّة الهادفة إلى تغيير وضع الجزائريين نحو الأفضل، وهي المهمّة الأساسية التي ينبغي أن تتقاطع حولها الرؤى وتتضافر لأجل تجسيدها الجهود. ومعلوم أن الأعضاء الجدد في الحكومة الذين عيّنوا في مناصب وزارية أخرى استلموا يوم الأربعاء مهامهم بصفة رسمية تحت قيادة الوزير الأوّل السيّد عبد المالك سلاّل الذي اعتبر الهدف الأوّل والأسمى لتشكيلته الحكومية هو (إنجاز برنامج رئيس الجمهورية في الميدان). وفي هذا الخصوص فقد استلم كلّ من السيّد عمارة بن يونس الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية مهامه كوزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة خلفا للسيّد شريف رحماني. وقد سبق للسيّد بن يونس وأن تقلّد مناصب وزارية، على غرار وزارة الصحّة والأشغال العمومية سنتي 1999 و2000 على التوالي. كما استلم الدكتور في الكيمياء عبد اللطيف بابا أحمد مهامه كوزير التربية الوطنية خلفا للسيّد أبو بكر بن بوزيد. وكان الدكتور بابا أحمد عميدا لجامعة البليدة منذ سنة 2005، كما تقلّد منصب الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الفترة 2004 -2005. وباشر السيّد محمد بن مرادي عمله كوزير السياحة والصناعات التقليدية خلفا للسيّد إسماعيل ميمون. وكان السيّد بن مرادي يشغل قبل ذلك منصب وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار. كما بدأ السيّد بلقاسم ساحلي مهامه ككاتب للدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلّف بالجالية الوطنية خلفا للسيّد حليم بن عطا اللّه. ويذكر أن السيّد ساحلي متحصّل على دكتوراه دولة في الرياضيات التطبيقية وتقلّد العديد من المناصب الجامعية، وهو الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري. وتسلّمت السيدة دليلة بوجمعة مهامها في منصب استحدث في الحكومة الحالية وهو كاتبة للدولة لدى وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة مكلّفة بالبيئة بعدما كانت تشغل منصب مديرة عامّة للبيئة بنفس الوزارة. في نفس السياق استلم السيّد محند أوسعيد بلعيد مهامه كوزير للاتّصال والسيّد عبد العزيز زيّاري كوزير للصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات والسيّد سيد أحمد فروخي كوزير للصيد البحري والموارد الصيدية، وكذا السيّد محمد شرفي كوزير للعدل حافظ للأختام. وكذا وزيرة التضامن الوطني والأسرة السيّدة سعاد بن جاب اللّه ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيّد شريف رحماني ووزير التكوين والتعليم المهنيين السيّد محمد مباركي ووزير الشباب والرياضة السيّد محمد تهمي ووزير الموارد المائية السيّد حسين نسيب وكاتب الدولة لدى الوزير الأوّل مكلّف بالاستشراف والإحصاء السيّد بشير مصيطفى وكاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعات التقليدية مكلّف بالسياحة السيّد محمد أمين حاج سعيد وكاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة مكلّف بالشباب السيّد بلقاسم ملاح. وتعهّد جميع هؤلاء الوزراء بمواصلة الجهود المبذولة تجسيدا للإصلاحات وتحقيقا لأهداف التنمية المسطّرة وتحسين عمل الحكومة في جميع المجالات، ويتعلّق الأمر بالخصوص بسدّ العجز في مجال السكن وإعطاء أكثر فعالية لمنظومتي التعليم والتكوين وجعل العدالة تلعب دورا فعّالا وتدعيم قطاع الصناعة باستخدام أكبر للتكنولوجيات الحديثة وترقية خدمات التكفّل الصحّي بالمواطن. وكان الوزير الأوّل السيّد سلاّل قد أكّد يوم الأربعاء أن جزءا من فريقه الحكومي يشكّلون (الجيل الجديد الذي سيتسلّم المشعل ليضمن تدريجيا تسيير شؤون البلاد)، وأوضح خلال مراسم تسليم المهام مع خلفه بوزارة الموارد المائية السيّد حسين نسيب أنه (ينتمي إلى الجيل الجديد الذي تقوم الجزائر بتحضيرهم لتسلّم المشعل)، وأضاف يقول: (إننا بصدد انهاء مشوارنا، وإن هناك في الحكومة عديد الأشخاص ينتمون إلى الجيل الجديد الذي سيضمن تدريجيا تسيير شؤون البلاد). للتذكير، فإن السيّد عبد العزيز زيّاري هو الأكبر سنّا من ضمن هؤلاء الوزراء ب 67 سنة، وأصغرهم السيّد بلقاسم ساحلي ب 37 سنة.