مازال سكان حي حوش الريبولي ببلدية سيدي راشد ولاية تيبازة يعانون مرارة الحياة في ظل ظروف اجتماعية صعبة بسبب غياب أدنى متطلبات العيش، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم يتخبطون فيه منذ سنوات، في حين أن السلطات المحلية تلازم الصمت أمام تلك الوضعية رغم قيام هؤلاء بتقديم شكاوي من أجل إنصافهم من تلك الحالة الكارثية التي يعيشونها في تلك البيوت القصديرية بعد أن حتم عليهم الأمر اللجوء للعيش في تلك الظروف جراء الفقر وأزمة السكن الخانقة التي تطبع بلادنا، ولكن مطالب هؤلاء بقيت حبيسة الأدراج ولم تلق أي التفاتة تذكر، مما أجبرهم على العيش في أوضاع مزرية وحياة لا معنى لها حسب السكان بدون أن يرى انشغالهم النور لترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وحفظ ماء الوجه الذي طالما افتقدوه داخل سكنات تنعدم فيها كل معاني الحياة الكريمة. وتشترك حوالي 45 عائلة في معاناة واحدة وتتقاسم مرارة الحياة منذ أكثر من 30 سنة، في ظل غياب أدنى شروط الحياة حيث أن اتخاذ تلك العائلات للبيوت القصديرية التي ركبت بالقش والقصب والزنك يعد من أهم المشاكل التي تتخبط فيها تلك العائلات، حيث أن تلك المواد التي صنعت منها تعد خطيرة جدا على صحة هؤلاء لكونها عبارة عن بقايا من حديد صدئة وحادة يمكنها أن تشكل خطرا على صحة المواطنين خاصة الأطفال منهم. ومن أهم ما يعاني منه الحي هو غياب قنوات صرف المياه التي ينجر عنها انتشار المياه القذرة بين أزقة الحي التي تتسبب في انتشار البعوض والذباب والحشرات، ناهيك عن تلك الروائح الكريهة لا ننسى الحديث عن تلك الرطوبة والحرارة المرتفعة التي تعرفها تلك البيوت القصديرية إلى جانب النفايات والأوساخ التي تصنع ديكور الحي والتي تسببت لهؤلاء السكان في عدة أمراض. وكباقي الأحياء القصديرية يعاني سكان حوش الريبولي من انعدام الكهرباء وهذا ما دفع بتلك العائلات إلى إيصالها بطريقة فوضوية تشكل خطرا على حياتهم، حيث أن تلك الأسلاك الكهربائية المربوطة بطريقة غير محمية وفوضوية من شأنها أن تتسبب في كارثة بالحي في أي وقت، وبالنسبة لمشكل غياب الماء فقد أكد لنا محدثون أن هذا الأمر يجبرهم على بذل جهد من أجل البحث عن هذه المادة الحيوية بجلبها من الأحياء المجاورة أو باقتناء صهاريج بأثمان باهضة مما يثقل كاهلهم وجيوبهم مع مشقة التعب والتكلفة. يضاف إلى كل ذلك غياب الإنارة العمومية بالحي، التي تجعل منه مكانا غير آمن بالليل، مما يتسبب في تعرضهم للاعتداءات والسرقات من طرف بعض الشباب المنحرف الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة وظروف الحي من أجل الاعتداء على سكانه ليزيدوا على معاناتهم، وأضاف هؤلاء أنهم يتخوفون من المشي في تلك الطرق المظلمة المؤدية للحي خصوصا أنهم في هذا الشهر يضطرون إلى المشي فيها في الليل بعد أدائهم لصلاة التراويح. ووسط هذه الظروف القاهرة والكارثية التي يعيشها هؤلاء السكان ناشدوا عبر صفحاتنا السلطات المحلية والمعنية من أجل التدخل لتوفير متطلبات الحياة بتوفير الماء والكهرباء والإنارة وإنجاز قنوات صرف المياه في انتظار قيام تلك السلطات بتنفيذ وعودها بترحيلهم إلى سكنات لائقة حتى يتسنى لهم العيش بكرامة في بلاد العزة والكرامة.