بدأ الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية الخميس إضرابًا شاملاً تضامنًا مع زملائهم الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقية (أوسلو) التي وقَّعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في 13 سبتمبر 1993 في واشنطن. وأوضح الأسرى في رسالتهم أن الإضراب هو للتضامن مع الأسرى القدامى وعددهم 110 أسرى يقبعون في السجون منذ أكثر من 20 عامًا، وأشاروا إلى أن الأسرى القدامى أعدُّوا فعاليات نضالية تدريجية لتمتد إلى كافة السجون، وأن كافة السجون تشهد حالة من التوتر وعدم الاستقرار في ظل التصعيد القمعي من قبل إدارة السجون. وطالب الأسرى في رسالتهم لأبناء الشعب الفلسطيني بعدم إعطاء الاحتلال فرصة من أجل استغلال ما يجري في الساحة الفلسطينية، ودعت الجميع إلى توجيه البوصلة في وجه الاحتلال الإسرائيلي. ونشر نادي الأسير أسماء أسرى ما قبل أوسلو، وعددهم 110 أسرى، منهم 10 أسرى من القدس، 14 أسيرًا من مناطق المحتلة عام 1948، و28 أسيرًا من قطاع غزة، 58 أسيرًا من الضفة الغربية. وتنص اتفاقية (أوسلو) على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية، أصبحت تعرف فيما بعد باسم السلطة الوطنية الفلسطينية، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنشاء قوة شرطة فلسطينية. من جانبه، أكّد النائب المحرر الشيخ أبو طير أن المعاهدات والاتفاقيات التي وقعت مع الاحتلال لن تستطيع إطلاق سراح الأسرى، مشدّدًا على أن الطريقة الوحيدة لإطلاق سراحهم هي صدقية العمل الوطني وجديته وليس اللهث خلف وعودات الاحتلال الواهية. وتابع أبو طير في كلمة له ألقاها خلال الوقفة التضامنية التي نظمت دعمًا للأسرى في سجون الاحتلال في خطواتهم الاحتجاجية ضد عدم الإفراج عن الأسرى القدامى ما قبل أوسلو، (تضحيات الأسرى القدامى الجسام وتاريخهم الوطني الطويل يناشدنا اليوم بأن نكون موحدين في كل نشاطاتنا وتحديدًا في سبيل تحرير الأسرى)، وأضاف أنه عارٌ على الأمة جمعاء أن يبقى الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال ولا تتحرك لتحريرهم. وقال النائب المحرر في نهاية كلمته: (أوسلو لم تجلب لنا سوى الخراب والدمار وما غلاء الأسعار وعدم الإفراج عن أكثر من 100 أسير إلا دليلان بسيطان على أن الاتفاقية جاءت لخدمة الأهداف الصهيونية على حساب الشعب الفلسطيني ومقدساته ونضاله الطويل والمستمرّ). وكان الأسرى الفلسطينيون فى السجون الإسرائيلية قد بدأوا الأحد الماضي خطوات تصعيدية ردًّا على تباطؤ مصلحة السجون في تنفيذ اتفاق الأسرى الموقع برعاية مصرية في منتصف ماي الماضي، مطالبين بتحسين الأوضاع داخل السجون، وإنهاء العزل الانفرادي. وتأتي الخطوات التصعيدية مع استمرار أربعة أسرى فلسطينيين في إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجًا على سياسة الاعتقال الإداري وإعادة اعتقالهم، والأسرى هم: سامر البرق من قلقيلية، مضرب عن الطعام منذ 115 يومًا، بسبب اعتقاله الإداري منذ أكثر من عامين، وحسن الصفدي من نابلس يواصل إضرابه منذ 85 يومًا، وأيمن شراونة من الخليل ومضرب عن الطعام منذ 75 يومًا، وسامر العيساوي من القدس ومضرب عن الطعام منذ 44 يومًا.