يلاحظ تفاقم ظاهرة الارتزاق بواسطة التسول كلما حل شهر رمضان وبشتى الطرق، والتي تحتل فيها النساء الصدارة كما أن أماكن العبادة كالمساجد، تبقى القبلة المفضلة لهؤلاء المتسولين والمتسولات لاستعطاف قلوب المؤمنين إضافة إلى أماكن عبور المواطنين كالشوارع وبالقرب من الأماكن العمومية، ومن بين الوسائل الممارسة لجلب انتباه المؤمنين توظيف الأطفال الرضع في العملية بطرق استئجارهم من أمهاتهم المعوزات. قبل أيام كانت "أخبار اليوم" شاهدة على حادثة غريبة بالمدية كان بطلها امرأتان جالستان بالقرب من باب أحد المساجد عند صلاة الظهر ،تستعطفان قلوب المؤمنين بعبارات الرحمة والشفقة لأجل هذا الطفل الرضيع وهما على هذه الحالة فإذا بشرطيين قادمان من الشارع،وبمجرد ظهورهما قامتا المتسولتان ولاذتا بالفرار تاركتين الرضيع يبكي، ما اضطر أحد الشرطين إلى توقيفها ولسان حاله يردد لوكان الطفل ابنك لما تركتيه يصرخ وهربت، هيا عودي وخذيه واختفي من هنا،وبالسوق الأسبوعي بلدية سيدي نعمان بنحو 50 كيلومتر إلى شرق المدية، أقدمت إحدى المتسولات على شراء ثلاجة فدفعت لصاحبها نصف مبلغها ووعدته بالباقي عند استلامها البضاعة بمسكنها الكائن بمدينة البرواقية بجنوب المدية بنحو 24 كيلومتر، وحسب محدثنا فإنه لما قصد عنوان زبونته تبين له وأنها تسكن مسكنا اجتماعيا مريحا ومتزوجة ولها اولاد، والغريب في الأمر أن الظاهرة تطورت إلى تكوين شبكات تنشط تحت إمارة اشخاص محترفين، فحدث ذات مرة وان أنزلت سيارة تحمل ترقيم ولاية تيزي وزو مجموعة من النساء والفتيات،بإحدى نقاط المنطقة الحضرية لبلدية بني سليمان،واللاتي انتشرن ببعض الأماكن العمومية لممارسة هذه الأفة المشينة التي انتشرت وبشكل مخيف ببلدنا خصوصا في شهر رمضان الذي تخصص له خزينة الدولة مبالغ محترمة بالإضافة إلى مختلف جمعيات الخير والإحسان للعائلات المعوزة. وحسب ما لاحظناه فإن بعض المتسولات أصبحن ينتهكن حتى حرمة المساجد لأستعطاف المصلين،ما جعل إمام مجسد الهدى ببني سليمان في المدية يندد بالظاهرة محملا المسؤولية المصلين الذين يغضون الطرف عن نهي هؤلاء النسوة من الدخول إلى حرمة المسجد،أما بعاصمة الولاية المدية فإن عمليات التسول تنتشطر بشكل كبير في شهر الرحمة،خاصة بمسجد النور بوسط المدينة أين تجلس عدد من الفتيات المتحجبات أمام مدخل هذا المسجد الكبير في بداية صلاة، ليذهبن في المساء إلى احد الفنادق لأجل المبيت أو إلى وجهة أخرى بواسطة سيارة أجرة متفق مع صاحبها مسبقا،ومن الطرق المستعملة لنهب جيوب ذوي النوايا الخيرية، حركات تمويهية كثني اليدين والقدمين لحد المسنين على أساس ان صاحبها مصاب بآفة التعوق، والذي تبين بعد تتبعنا له وانه يسكن ببلية أخرى تبعد عن المسجد الذي ألف الإسترزاق منه بنحو 20 كلم، وأن أطرافه الأربعة سليمة ب 100في المائة، وحسب بعض الذين حدثونا في شأن التقليل من هذه الأفة الإجتماعية حصروها في ضرورة مكافحتها من طرف ألأجهزة الامنية على ضوء نصوص قانونية،لأنها أصبحت تسيء لسمعة الجزائر كبلد مسلم.