ناشد أساتذة مادتي العلوم الفيزيائية وعلوم الطبيعة والحياة والمخبري بثانوية الشهيد (بلحرش البشير) ببلدية حاسي بحبح شمال ولاية الجلفة المسؤول الأوّل على الجهاز التنفيذي بالولاية التدخّل العاجل لحلّ الأوضاع المزرية التي يعيشونها منذ أكثر من 10 سنوات داخل قاعات مخابر الثانوية التي يدرّسون بها، وهو ما حال حسبهم دون تحقيق وتعزيز نتائج جيدة للتحصيل العلمي للتلاميذ. أكّد أساتذة ثانوية (بلحرش البشير) في بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، أنهم يواجهون معاناة كبيرة في التدريس بسبب الحالة الكارثية التي تشهدها قاعات مخابر الثانوية في ظلّ عدم توفّر الشروط الضرورية للتدريس، مشيرين في ذات السياق إلى أنها أصبحت غير وظيفية وغير صالحة لخدمة المعلّم والمتعلّم والعملية التَعْلِيمِيَة التَعَلُمِيَة، وهي لا تصلح على حدّ تعبيرهم حتى لكي تستغلّ كحجرات عادية للدراسة بحكم كما يشيرون أن برنامج مادتي العلوم الفيزيائية وعلوم الطبيعة والحياة يتمّ تنفيذه بنسبة 66.66 % في المخابر. كما ناشد ذات البيان مدير التربية إيجاد حلّ للمشاكل المزرية التي آلت إليها قاعات مخابر الثانوية التي عمّقت من حدّة معاناتهم، وفي السياق ذاته علّق أحدهم عند مروره بهذه الثانوية أنه أمام معلم تاريخي يبدو أن الدهر أكل عليه وشرب، ويتهكّم آخر أنه لابد من أن تضمّه اليونسكو إلى المعالم التاريخية حتى يتمّ الاستفادة من ترميمه باعتبارها أوّل ثانوية تخرّج منها العديد من الإطارات ببلدية حاسي بحبح، أين مضى على تدشينها ربع قرن دون أن تحظى باهتمام بالغ، وهي بحاجة اليوم إلى نظرة بعين الاعتبار إلى حالتها المزرية. لذا، يرجو الأساتذة تخصيص غلاف مالي لترميمها وخاصّة قاعات المخابر التي أصبحت اليوم اسما بلا مسمّى، فهي قاعات خربة لا تتوفّر فيها أدنى الشروط البيداغوجية والعلمية البحثية الضرورية للتدريس التي تساهم في التحصيل العلمي التطبيقي الجيّد، والتي تسهلّ من خلالها العملية التربوية على الأستاذ من جهة وعلى التلاميذ من جهة أخرى. ومن جملة المطالب التي طرحها هؤلاء الأساتذة حسب رسالتهم نجد مشكل انعدام الإنارة في أغلب الأوقات وضُعْفُ شدّتها إن توفّرت، وكذا انبعاث الرّوائح الكريهة الخارجة من الأحواض المحطّمة، وهو الأمر الذي أعاق أداء تحصيل التلاميذ الدراسي، ممّا تسبب في تدهور الحالة الصحّية لبعض التلاميذ. كما كشف نفس البيان عن غياب السبورات السّحرية والسبورات الخشبية التي أشاروا إلى أنها أصبحت مخرّبة، بالإضافة إلى غياب الخزف الصحي في أغلب المخابر وكذا اهتراء الجدران، مضيفين في السياق ذاته أن أبواب المخابر هي الأخرى أصبحت محطّمة وغير قابلة للغلق ممّا يعرض الوسائل المخبرية و السبوات على حد تعبيرهم إلى التلف والتحطيم، ضف إلى ذلك زجاج النّوافذ المحطّمة. هذا، وأكّد هؤلاء الأساتذة عدم توفر الكراسي الخاصة بالمخابر وغياب النظافة والصيانة الدورية داخلها، فضلا عن غياب المآخذ الكهربائية وخروج الأسلاك الكهربائية منها، ممّا يعرّض التلاميذ للخطر. كما كشف ذات البيان وجود خمسة مخابر في المؤسسة لا يتناسب وعدد الأفواج التربوية، حيث يحصي أساتذة مادتي العلوم الفيزيائية وعلوم الطبيعة والحياة أربعة وعشرون فوج تربوي، مع العلم أنّ أفواج السنة الأولى والثانية تعاني من الاكتظاظ، وهو ما يعيق حسبهم عملية الدراسة. وأمام هذه النّقائص العديدة التي يعيشها تلاميذ ثانوية بلحرش البشير بحاسي بحبح يطالب أساتذة مادتي العلوم الفيزيائية وعلوم الطبيعة والحياة من خلال جريدة (أخبار اليوم) الجهات الوصية وعلى رأسها مدير التربية إرسال لجنة مختّصة لفحص ومعاينة حالة المخابر بالثانوية في القريب العاجل، وكذا التدخل العاجل لإنصاف هؤلاء التلاميذ بغية تمكينهم من التمدرس في ظروف أحسن عن طريق إعادة تهيئة المخابر وفق النماذج الموجودة في الثانويات المجاورة والثانويات المنتشرة عبر ربوع الوطن، وكذا النّظر في القضايا السالفة الذّكر بعين الاعتبار والجدية والذي أصبحت بمثابة عائق يحاصر جهد الأساتذة وتلاميذ الثانوية على حدّ سواء.