تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أحياناً، هذا ما ينطبق على نادي زينيت سان بطرسبرغ الروسي لكرة القدم، الذي تعاقد مؤخَّراً مع المهاجم البرازيلي هالك أملاً في المنافسة بقوَّة على الساحة الأوروبية، فلم يجنِ من وراء الصفقة إلا الانقسام بين لاعبي الفريق والخلاف بين الفريق ومسؤولي النادي. وتعاقد زينيت مع هالك من نادي بورتو البرتغالي بمقابل مالي ضخم بلغ 60 مليون يورو (77 مليون دولار) ليدعم صفوف الفريق وينافس بقوَّة في بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن النادي لم يجد أمامه سوى الانقسام الحاد في صفوف الفريق والاعتراضات من اللاعبين بسبب الفارق الهائل في الرواتب بين أعضاء الفريق الواحد. وألحَّ إيغور دينيسوف قائد الفريق بشدة على مسؤولي النادي خلال الأيام الماضية بضرورة احترام اللاعبين الروس الموجودين ضمن صفوف الفريق، كما طالب إدارة النادي بالمساواة بقدر الإمكان بين اللاعبين الروس والأجانب في الرواتب. وأصبحت الأجواء في النادي الروسي في أدنى حالاتها خاصة بعد الهزيمة صفر-3 أمام ملقة الأسباني منتصف الأسبوع الماضي في أولى مباريات الفريق في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وتراجع الفريق أيضاً للمركز الخامس في جدول الدوري الروسي الذي كان المرشَّح الأوَّل للمنافسة على لقبه. واعترف المدرِّب الإيطالي لوشيانو سباليتي، المدير الفني للفريق بأن (هناك حالة من عدم الارتياح في الفريق). ومع تعاقد زينيت مع المدرِّب الإيطالي سباليتي وكلٍّ من المهاجم البرازيلي هالك واللاعب البلجيكي آكسل فيتسل (من بنفيكا البرتغالي مقابل 30 مليون يورو)، كانت رغبة النادي الروسي الذي تموّله وتديره شركة (غازبروم) الروسية العملاقة هي التقدُّم خطوة هائلة على طريق المنافسة في البطولة الأوروبية. ولكن إصرار دينيسوف على تعديل أوضاع اللاعبين الروس ورواتبهم أسوة باللاعبين الأجانب كان بمثابة التهديد لإدارة ومسؤولي النادي. وجاء التعادل 2-2 بصعوبة مع كريليا سوفيتوف يوم السبت الماضي في الدوري الروسي ليلقي مزيداً من الضوء على هذه الانتِّقادات التي وجهها دينيسوف لمسؤولي النادي بشأن سياسة الرواتب المتبعة مع لاعبي الفريق. وطالب اللاعبون الروس في الفريق بزيادة كبيرة في رواتبهم بينما رفض مسؤولو النادي التأكيد على الاستجابة لمطالبهم.