إنه ماوريتزيو زامباريني (71 عاماً) رجل الأعمال المهمّ في إيطاليا وتحديدا صقلية، ولأن كلمة رجل أعمال هذه عائمة بعض الشيء فيُمكننا حصر استثماراته ونشاطه في مجالات العقارات والسياحة والزراعة وتوليد الطاقة، خارج هذه الدائرة هو رئيس ومالك نادي باليرمو وأحد الرعاة المهمّين لنادي فيديني النّاشط في أعلى درجات الهواة في إيطاليا ومقرّه في روما. زامباريني أو (زامبا) كان يملك في آخر عقدين من القرن الماضي نادي مدينية فينيسيا السياحية في الإقليم الفينيتي، والشهيرة بقواربها التي تعوم في الشوارع والطرقات. زامباريني المولود في ضاحية سيفيجليانو بمدينة أوديني في الإقليم الفريولي، والذي ربما يمكننا تصنيفه الرجل الشريف الوحيد في الكرة الإيطالية، ذاع صيته داخل الكرة الإيطالية كثيرا بتعليقاته الساخرة وخفّة دمه غير الطبيعية في بعض التصريحات، ذاع صيته أيضا في مزاجه المُتعكّر و(عشقه) لإقالة المدرّبين وعدم الصبر عليهم بشكل ممنهج. فثلاث هزائم عند زامباريني تعني إقالة أكيدة، بل إنه يمكنه أن يقيلك من دون أن تجلس على الدكّة أساسا، لهذا تجد ضحاياه كُثر، فالرّقم وصل إلى 41 ضحّية و48 قرار بالإقالة (يوجد مكرّرين)، وكلّ هذا في 25 عاما. زامبا أقال 26 مدرّبا مع فينيزيا في 15 عاما، فعل نفس الشيء مع 22 مدرّبا عندما ترأس باليرمو في 10 سنوات، أي أن الرجل المولود في الفريولي يستهلك بمعدل مدرّبين اثنين كلّ عام، ويكفيك أنه أقال برانديلِّي مدرّب المنتخب الإيطالي وأيضاً سباليتِّي مدرّب زينيت بطرسبورغ الحالي وروما سابقا، هناك ديليو روسِّي بطل كأس إيطاليا 2009 مع لاتسيو وهناك جويدولين صاحب النتائج المبهرة مع أودينيزي وكثيرين غيرهم. زامباريني نفسه قال ذات مرّة إنه أنفق على الشروط الجزائية بعقود المدرّبين 10 ملايين أورو، وربما أكثر، كان تصريحا شهيرا (واشتراكيا) بعض الشيء لزامباريني، لا سيّما وأنه تحسّر على رواتب المدرّبين ولاعبي كرة القدم، مؤكّدا أنه لا يوجد أيّ عامل لديه يتقاضى مليونا طيلة حياته، لهذا يرى أن رواتب المدرّبين مُبالغ فيها كثيرا. وصاحب الرّقم القياسي من المدرّبين الذين عمّروا مع زامباريني كان جويدولين الذي جلس على دكّة باليرمو 112 مباراة متتالية في الدوري، بعده سنجد الشهير ألبيرتو زاكيروني مدرّب منتخب اليابان الحالي ومدرّب ميلان في أواخر العقد الأخير من الألفية الماضية. زاكاروني درّب فينيزيا ل 95 مباراة متالية، من بعده سنجد فالتر نوفيلينو مدرّب تورينو وسامبدوريا السابق، والذي تقلّد زمام أمور دكّة فينيزيا في 72 مباراة. وعندما تُتابع الأرقام الخاصّة بأصغر عدد من المباريات أشرف عليها مدرّب جلبه زامباريني ستجد الأمر كوميديا بعض الشيء، فالرجل بعدما اشترى نادي باليرمو بخمسة عشر مليون أورو في عام 2002 من مالكه السابق فرانكو سينسي مالك روما سابقا أيضا، جلب معه إيزيو جليريان كمدرّب لكنه أقاله بعد 3 مباريات فقط أشرف فيها على باليرمو، الطريف والأكثر غرابة أنه أقال المدرّب ستيفانو بيولي من قبل أن يُدير أيّ مباراة رسمية مع باليرمو، تصرّف هو الأكثر جنونا لزامباريني المهووس بإقالة المدرّبين.