مازال، سكان حي حوش سوفطة، ببلدية حجوط، يعانون مرارة الحياة في ظل ظروف اجتماعية صعبة بسبب غياب أدنى متطلبات العيش، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم يتخبطون فيه منذ سنوات، في حين أن السلطات لازمت الصمت أمام هذه الوضعية رغم قيام هؤلاء بتقديم شكاوي من أجل إنصافهم وإخراجهم من الحالة الكارثية التي يعيشونها في تلك البيوت القصديرية، بعد أن لزم عليهم الأمر اللجوء للعيش في تلك الظروف جراء الفقر وأزمة السكن التي تطبع بلادنا، ولكن مطالب هؤلاء لم تلقى أي رد، مما أجبرهم على العيش على أمل إنصافهم، الأمر الذي بات حبيس أدراج السلطات دون أن يرى النور لترحيلهم إلى سكنات لائقة وإعادة المعنى لحياتهم التي أصبحت دون معنى. فقد جمع هذا الحي حوالي 34 عائلة فقيرة تتقاسم مرارة الحياة منذ أكثر من 20 سنة، في ظل غياب أدنى شروط الحياة، حيث أن اتخاذ تلك العائلات للبيوت القصديرية التي ركبت بالقش والقصب والزنك يعد من أهم المشاكل التي تتخبط فيها تلك العائلات، هذه المواد التي صنعت منها تعد خطيرة جدا على صحة هؤلاء لكونها عبارة عن بقايا من حديد صدئة وحادة يمكنها أن تشكل خطرا على صحة المواطنين خاصة الأطفال منهم. ومن أهم ما يعاني منه حوش سوفطة، هو انعدام قنوات الصرف الصحي التي ينجر عن غيابها انتشار المياه القذرة بين أزقة الحي التي تتسبب في انتشار البعوض والذباب والحشرات، ناهيك عن تلك الروائح الكريهة، دون أن ننسى الحديث عن تلك الرطوبة والحرارة المرتفعة التي تعرفها تلك البيوت القصديرية إلى جانب النفايات والأوساخ التي تصنع ديكور الحي والتي تسببت لهؤلاء السكان في عدة أمراض معدية. وكباقي الأحياء القصديرية، يعاني سكان الحوش المذكور، من انعدام الكهرباء، وهذا ما دفع بتلك العائلات إلى إيصالها بطريقة فوضوية تشكل خطرا على حياتهم، حيث أن تلك الأسلاك مربوطة بطريقة غير محمية وفوضوية من شأنها أن تتسبب في كارثة بالحي في أي وقت. وبالنسبة لمشكل ، فقد أكد لنا محدثونا أنهم يقومون بجلبها من الأحياء المجاورة أو باقتناء صهاريج بأثمان باهضة، مما يثقل كاهلهم وجيوبهم مع مشقة التعب والتكلفة. يضاف إلى كل ذلك، غياب الإنارة العمومية بالحي، التي تجعل منه مكانا غير آمن بالليل، مما يتسبب في تعرضهم للاعتداءات والسرقات من طرف بعض الشباب المنحرف الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة وظروف الحي من أجل الإعتداء على سكانه ليزيدوا من معاناتهم. وأضاف هؤلاء أنهم يتخوفون من المشي في الطرق المظلمة المحادية للحي. ووسط هذه الظروف القاهرة والكارثية التي يعيشها هؤلاء السكان، يناشدون عبر صفحاتنا، السلطات المحلية والمعنية من أجل التدخل ومنحهم أبسط متطلبات الحياة بتوفير الماء والكهرباء والإنارة والغاز الطبيعي وإنجاز قنوات الصرف الصحي.. في انتظار قيام السلطات بتنفيذ وعودها وترحيلهم إلى سكنات لائقة.