بين الفنانين العرب والأثرياء علاقة تتحكم بها الحاجة المتبادلة إلى تكامل الشهرة والمال، وقد مرت هذه العلاقة عبر السنوات بتجاذبات ونُسجت حولها حكايات أقرب إلى الخيال انتشرت بسرعة وتندّر الناس بها، وكان أبطالها ينفونها تارة ويلتزمون الصمت حيالها تارة أخرى، والنماذج كثيرة من بينها: هيفاء وهبي، راغب علامة، فضل شاكر... وفي الماضي أم كلثوم... انطلقت إشاعة أخيراً مفادها أن النجمة هيفا وهبي تلقت هدية من أمير قطر بقيمة مليون دولار، فبادلته بهدية بالقيمة نفسها هي عبارة عن قطعة أرض، إلا أن هيفاء ما لبثت أن نفت هذا الخبر جملة وتفصيلا، وأكدت أنه من فبركة إحدى الصحافيات الحاقدات عليها التي اعتادت ترويج مثل هذه الإشاعات التي تتناول حياتها الشخصية. تردّد أخيراً أن رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري زار راغب علامة في منزله في باريس واستمع إلى أغانيه، وأن هذه الزيارة تندرج ضمن علاقة الصداقة التي تربط بينهما. كذلك تربط علاقة وطيدة بين فضل شاكر والنائب بهية الحريري، وكان فضل نجم الحفلات التي يحييها آل الحريري وتحديداً بهية الحريري ... من كثرة إعجابه بفضل شاكر لم ينتظر العقيد معمر القذافي حتى ساعة وصوله إلى الحفلة التي كان من المقرر أن يحييها في حضوره، بل طلب من مرافقيه إحضار فضل ليتعرف إليه عن قرب قبل الحفلة. لا يمكن تجاهل الدور الذي أداه آل الاسد في علاج جورج وسوف، ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها سورية، ما زال وسوف يرفع راية الولاء الأعمى لهم عدا عن الصداقة الشخصية التي تربطه بهم. نعمة أم نقمة تعود العلاقة بين الفنانين والأثرياء، سواء كانوا رجال أعمال أو سياسة، إلى زمن بعيد، منذ ارتبط صوت أم كلثوم بثورة جمال عبد الناصر وأصبح الإثنان لا ينفصلان في ضمير الأمة العربية، وكانا يخاطبان المواطن العربي من المحيط إلى الخليج ويشكلان العقل والعاطفة في آن واحد، وكانت أم كلثوم تعتبر عبد الناصر الزعيم الخالد وكان يراها هو الصوت الأوحد، بدليل أنه عند وفاته دخلت في حالة اكتئاب لا مثيل لها. لم تقتصر العلاقة بين الفنانين ورجال السياسة على الصداقة الوطيدة فحسب بل تطورت إلى حب وزواج، كما حصل مثلا مع الممثلة سهير رمزي التي تزوجت الأمير خالد بن سعود فترة من الزمن، والممثلة نجوى ابراهيم التي تزوجت أحد رجال الأعمال السعوديين واعتزلت الفن وارتدت الحجاب إكراماً لعائلته، ولكن بعد فترة وقع الطلاق بين الطرفين وعادت نجوى ابراهيم إلى حياتها المعتادة كممثلة وكمذيعة. في بعض الأحيان تكون العلاقة بين الطرفين نقمة أكثر مما هي نعمة، ما يجعل كثيرين يتركون هذه العلاقة حبيسة الجدران. فمثلا لم يكن أحد يعلم مدى العلاقة الوطيدة التي تربط بين عمرو دياب وعلاء مبارك، وكل ما كان معروفاً أن عمرو دياب كان المطرب المفضل لدى آل مبارك وأنه أحيا زفاف علاء. حاجة إلى الكمال تعزو الدكتورة سعاد حكيم، أستاذة طب النفس العيادي، العلاقة الجدلية بين الأضواء والمال إلى حاجة كل منهما للوصول الكمال، فعلى الرغم من أنه أصبح من الأثرياء إلاّ أن الفنان يطمح إلى الحصول على السلطة ليكتمل بريقه، في المقابل يحتاج رجل السياسة أو الثري إلى شهرة الفنان وشعبيته ليشعر بأنه أصبح شبه كامل، وعندما تجتمع السلطة مع المال والشهرة والثراء الفاحش يكون الشخص قد وصل إلى درجة الكمال. تضيف: (أكبر مثال على ذلك العرس الذي ستشهده قطر قريباً بين أحد الأثرياء القطريين من آل المانع (38 سنة) وبين نجمة الغناء العالمية جانيت جاكسون (48 سنة)). أما الدكتورة مي جابر، أستاذة الطب النفسي، فترى أن الفنانات يدركن أن معظم الأثرياء ورجال الأعمال يتمنون خطب ودهن والاقتران بهن، لذا نجحن في جذب هؤلاء كما حصل مع الفنانة هيفاء وهبي عندما اقترنت برجل الأعمال أحمد أبوهشيمة.