السؤال: يتعلق سؤالي بالأمور التي تفسد الصوم. في مدرستي طالبة دائما ما تقوم برش العطر بكمية كبيرة، مما يجعلني أشعر بأن رذاذه يصل إلى حلقي. وأنا أتساءل ما إذا كان ذلك يفسد صومي أم لا؟. - لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها متعطِّرة، ومن تفعل ذلك فإنها تعرض نفسها للوعيد الشديد، فقد جاء في الحديث عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ"، رواه النسائي (الزينة/5036)، وحسَّنه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (4737). وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة التي تخرج إلى المسجد بأن لا تمس طيباً، ومن فعلت ذلك فإن عليها أن تغتسل فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ِإذَا خَرَجَتْ الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْتَغْتَسِلْ مِنْ الطِّيبِ كَمَا تَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ"، رواه النسائي (الزينة/5037) وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (4738). أما استنشاق العطر للصائم فلا شيء فيه فقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن ذلك فقال: يجوز أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان. وإذا وجدت أثر رذاذ رائحة عطر تلك المرأة في الحلْق فإنه لا شيء عليك إن شاء الله، والعبرة في الإفطار وصول الشيء الذي له جِرْم إلى الجوف مع التعمد والرائحة ليس لها جِرْم، وكذلك فأنت لا اختيار لك في ذلك ولا تعمُّد والله عز وجل يقول: (ولكن ما تعمَّدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً) الأحزاب/ 5، وقد قال تعالى: (ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به) البقرة/286.