قال الفنان السعودي ناصر القصبي، بطل المسلسل الكوميدي طاش 17، إن المسلسل "جزء من الحراك الثقافي والاجتماعي في المملكة"، ويعبر عن موقفه خلال حلقاته. ووصف الفنان منتقدي طاش بأنهم "ظاهرة صوتية" يدحضها نجاح المسلسل المتواصل على مدى 17 عاما، ووصف حلقة "تعدد الأزواج" التي أثارت جدلا واسعا بأنها نوع من "الاستفزاز الفني الذي يصر عليه"، معتبرا أن الأزمة الكبرى التي تواجهها الكوميديا السعودية هي انحصارها في البيئة النجدية. ورد ناصر القصبي في الجزء الأول من حواره الموسع الذي نشرته صحيفة الرياض السعودية، على الجدل الذي أثارته حلقات طاش هذا العام. وقال بطل المسلسل: "نحن لدينا موقف، ونسجل هذا الموقف، ولدينا قضية ونعرض هذه القضية. وأنا أعرف تماما أن المشكلة أن ثمة شريحة ترفع صوتها العالي على اعتبار أن ما نقدمه مرفوض على مستوى المجتمع كله. وهذا طبعا غير صحيح". ووصف القصبي هذه الشريحة بأنها "ظاهرة صوتية"، واستطرد قائلا: "والدليل الأكبر على ذلك هو أن طاش لا يزال يسجل المشاهدة الأكبر، ولا يزال غالبية المشاهدين السعوديين يتسمّرون أمام طاش". وتابع "هذا دليل على أن المشاهد وجد جزءا من نفسه في هذا العمل، وأعتقد أيضا أن على هؤلاء المحتجين أن يدركوا أن الناس اليوم غير ناس الأمس. ونحن الآن لسنا كقبل 10 أعوام". وواصل الفنان الكوميدي السعودي رده على السؤال بقوله: "نحن نطرح ما نطرح، ونؤمن بما نطرح؛ هنالك من لا يؤمن به، هذه مسألة راجعة إليه، ولن نتنازل، ونحن سائرون على هذا الخط". وفيما يتعلق بحلقة "تعدد الأزواج" قال القصبي: "نحن أمام مجتمع محافظ. وليس من السهل عليه أن تأتي في لحظة وتستفزه، هذا اللون نوع من الاستفزاز وأنا مصرٌ عليه.. وفي هذه الحلقة استفززنا المشاهد من المشهد الأول حتى ما قبل الأخير وهذا برأيي تناول فني للاستفزاز". وردا على سؤال هل لا يزال طاش مجرد مسلسل أم أنه تحوّل إلى طرف ضمن هذا الحراك الثقافي والاجتماعي الدائر في المملكة، قال القصبي: "أعتقد أن طاش جزء من الحراك الثقافي والاجتماعي، ونحن نستقي ونستقبل أفكار طاش في كل عام من واقع هذا الحراك". واعترف القصبي بأن جزءا من غضب بعض رجال الدين من المسلسل يعود إلى إظهار الجانب السلبي في حياة بعض رجال الدين. ولكنه استدرك مضيفا "نحن كنا نقول دائما إن القضية هي أن الملتزم والمتدين، السلفي، المطوّع، المتشدد، ليس معصوما من الخطأ وليس هو أصلا شخصية مقدسة أيضا كي يأتي من يقول إنه لا يُنتقد. إنه يُنتقد مثله مثل غيره".