ينتخب المجلس الشعبي البلدي من بين أعضائه رئيسا له للعهدة الانتخابية في غضون الأيام الخمسة عشر (15) الموالية لإعلان نتائج الانتخابات ويتم اختياره من (القائمة الحائزة على الأغلبية المطلقة للمقاعد حسبما نص عليه قانون العضوي المنظم للانتخابات). غير أنه في حالة عدم حصول أية قائمة على الأغلبية المطلقة للمقاعد فإن القوائم الحائزة على 35 بالمائة على الأقل من المقاعد تستطيع في هذه الحالة تقديم مترشيحها. وفي حالة عدم حصول أية قائمة على نسبة 35 بالمائة على الأقل من المقاعد يمكن لجميع القوائم تقديم مرشح حسب مقتضيات المادة 80 من القانون العضوي المنظم للانتخابات. ويكون انتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي سريا ويفوز بهذا المنصب المترشح الذي تحصل (على الأغلبية المطلقة للأصوات) ي. وفي حالة عدم حصول أي مترشح على الأغلبية المطلقة للأصوات بين المترشحين الحائزين على المرتبة الأولى والثانية يجرى دور ثان خلال ال48 ساعة الموالية ويعلن فائزا المترشح المتحصل على أغلبية الأصوات. وفي حالة تساوي الأصوات المحصل عليها يعلن فائزا المترشح (الأصغر سنا). ويبقى السؤال الكبير المطروح الآن بعد إعلان نتائج المحليات، هو ماذا ينتظر المواطن الجزائري من رؤساء وأعضاء البلديات الجدد وماهي طبيعة العلاقة التي ستجمعه بهم ومدى إدراكه لصلاحيات رئيس البلدية والدور الحقيقي الذي يقوم به في إطار تحسين مستواه المعيشي؟ مشكل السكن والحصول على منصب عمل لضمان حياة كريمة يبقى الشغل الشاغل لأي مواطن بسيط، حيث يتصور معظم الجزائريين أن رئيس البلدية بإمكانه أن يحقق لهم هذه المطالب، فهناك الكثير ممن يجهلون الدور الحقيقي لرئيس البلدية بالنظر إلى عدم اطلاع المواطن على ما يكفله قانون البلدية والولاية من صلاحيات لهؤلاء المنتخبين من جهة وعدم قدرة المترشحين على توضيح صلاحياتهم والأدوار المنوطة بهم للهيئة الناخبة من جهة أخرى. ويبدو أن الغموض في إدراك العلاقة الحقيقية التي تربط هذا الطرف بذاك والدور الفعلي للمجلس الشعبي البلدي ورئيسه من المنتخبين هو الذي يفسر إصرار عدد من المواطنين الذين رصدنا انطباعاتهم على التعبير عن عدم جدوى هذه المحليات وأنهم لا ينتظرون أي شيء من المرشحين الجدد الذين لن يحيدوا -حسبهم- عن نفس السبيل التي سلكها أسلافهم وسيكونون مثل غيرهم ممن سبقوهم، حيث قالت إحدى المواطنات (فقدنا الأمل من رؤساء البلديات فالذي يحصل على المنصب بعد الترشح يغلق بابه ولا يستجيب لطلبات المواطنين التي ليست لها أي أهمية بالنسبة إليه وكل ما يهمه خدمة مصالحه الشخصية وأنا لا أنتظر أي شيء.. كل عام مثل غيره لأن مستقبلنا ومستقبل أولادنا مجهول خاصة وأن أبنائي الخمسة بدون عمل). ويرى كثير من المواطنين أن رئيس البلدية بعيد عن المواطن فمن المفروض أن تكون مهمته خدمة مصالح المجتمع خاصة الناس البسطاء والمحتاجين. يقول مواطن بسيط: (ولكن نجد وللأسف رئيس البلدية يخدم مصالحه الشخصية وحتى لو تم تغييره تبقى نفس النتيجة ونفس المشاكل وتبقى حقوق المواطن غائبة ولا ننتظر أي تغيير على حد تعبيره). كما أكد ذات المتحدث على معاناته من مشكل قنوات الصرف الصحي في بيته منذ 4 سنوات وإلى يومنا هذا لم يحل هذا المشكل، لأن البلدية لم تقم بدورها مضيفا أن رؤساء البلدية الجدد لا ننتظر منهم دورا إيجابيا لأنهم لا يحاولون البحث عن الظروف والمشاكل التي يتخبط فيها المواطن البسيط منها مشكل السكن والبطالة وعدة مشاكل أخرى. وأبرز أحد المواطنين أن رئيس البلدية المنتخب يفترض أنه على دراية بظروف مواطني البلدية التي يمثلها لكونه من نفس الجهة والدور المرجو منه هو التقرب من الناس والاطلاع على أوضاعهم المعيشية، إلا أن هذا الأمر غائب لدى رؤساء البلديات.