لازالت معاناة المواطنين مع أصحاب حافلات النقل الخاص مستمرة وتتأزم بصفة أكبر يوما بعد يوم، فبعد أن ألفوا منهم صدور بعض الممارسات المشينة كرفض الإقلاع والمكوث مطولا بالمحطات الرئيسية والثانوية على حد سواء والعراكات والمشاحنات الجمة الناجمة عن ذلك المشكل، تجرأوا وتعدت ممارساتهم السيئة خطوطها الحمراء وباتوا يلهثون وراء كل تصرف من شأنه إزعاج المسافرين، حيث راحوا مؤخرا إلى أبعد من ذلك بعد مكوثهم بمحطات النقل الرئيسية لساعات، بعيدا عن محطة النقل التي تعنيهم. بعد أن يركن السائقون مركباتهم يستمرون في ترصد المسافرين المقبلين على ذات الخط الذي يشغلونه وبعد امتلائها عن آخرها يتقدمون شيئا فشيئا حتى يمل المسافرون من الوقوف، فيقدم هؤلاء الأخيرون على الركوب في ظل الازدحام والتدافع نظرا للجمع الغفير، وبذلك يظهرون في مظهر لا يحسدون عليه، دون أن ننسى آفة ملء الحافلات بالمسافرين حتى يستعصى عليهم الوقوف أو حفظ اتزانهم بالنظر إلى التدافع والاكتظاظ الرهيب على مستوى الحافلات. انتقلنا إلى بعض المحطات التي تشهد مثل تلك السلوكات التي استاء منها جل المسافرين على غرار بن عكنون وبن عمر وبومعطي.... خاصة وأن العديد من المحطات أصبحت ملمّة بنفس السيناريوهات اليومية تتلخص في معاناة المواطنين مع حافلات النقل الخاص. اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى محطة بومعطي فبينوا رفضهم واستنكارهم للممارسات الصادرة من بعض الناقلين الخواص بل أغلبهم خاصة مع تلك الطريقة المنتهجة من طرفهم مؤخرا، فبعد أن كانوا يركنون مركباتهم أمام المحطات المعنية ليصعد المسافرون الواحد تلو الآخر بين الفينة والأخرى ومكوثهم بعد ذلك لساعات، أضحوا يركنونها بعيدا عن المحطة ليترصد صاحب الحافلة وكذا قابضها تجمهر المسافرين، ولا يقتربون من المحطة التي يشغلونها إلا بعد تشكيل جمع غفير من المسافرين، لا يتمكنون من الصعود إلى الحافلة إلا بشق الأنفس خاصة مع الاعتداءات المحتملة في ظل ذلك الاكتظاظ، ليضيف أن سيناريو المأساة لا يقف هناك بل يستمر عبر المحطات الثانوية خاصة وأن النوايا السيئة لأغلب الناقلين تدفعهم إلى الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من المسافرين عبر المحطات حتى يكاد يشابه وضع المسافرين وضع الحراقة على مستوى قوارب (الزودياك)، بحيث لا يحفظون اتزانهم ويتمايلون من شدة الرياح والأوضاع المزرية ومثلهم المسافرون الذين باتوا بالكاد يعثرون على مساحة يضعونا عليها أرجلهم، وأردفت سيدة أخرى تقول إن حالة المسافرين على مستوى الحافلات أضحت تشبه بكثير وضعية الاصطبلات، فالوضعية التي يعايشها المسافرون هي جد مزرية بسبب أفعال غير مسؤولة صادرة من أصحاب الحافلات الذين باتوا يجمعونهم وكأنهم أغنام وليسوا بشرا خاصة وأنهم يهدفون إلى ملء الحافلة وملء جيوبهم دون أدنى مراعاة لراحة المسافرين أو حرمة النسوة اللواتي يتضايقن أكثر من ذلك الاكتظاظ ويكنّ عرضة للتحرشات.