يظل مشكل انتشار الكلاب الضالة قائما في العديد من المناطق مما أدى إلى تخوف الكبار قبل الصغار من الاعتداءات المحتملة من طرف الكلاب والتي يحتمل أن تكون مسعورة وعدائية للبشر، ودون هذا وذاك فهي ترعب بركضها العشوائي الكل، ويبقى الأطفال الضحية الأولى بالنظر إلى صغر قوامهم وضعف مقاومتهم على خلاف الكبار الذين يظهرون بعض المقاومة. يشتكي الكثير من الأولياء من المشكل الذي بات يهدد أطفالهم أثناء تنقلاتهم إلى المدرسة، فمن هاجس الاختطاف إلى هاجس الكلاب المسعورة التي باتت تصادفهم في طريقهم إلى المدرسة على مستوى بعض المناطق النائية على غرار أولاد سلامة التابعة لولاية البليدة، بابا علي، أولاد بلحاج التابعة لبئر خادم إلى غيرها من المناطق الزراعية في طابعها من دون أن ننسى غزو تلك الكلاب حتى للمناطق الحضرية على غرار العاشور، واد الرمان، واد طرفة.... وهي نواح تابعة للعاصمة، حتى باتت هاجسا يتخوف منه الكل خاصة مع المصائب التي تتسبب فيها تلك الكلاب بعد الاعتداء على البشر بمناطق خطيرة، كانت آخرها اعتداء كلب مسعور على طفلة تدرس في الابتدائي بحيث تهجم على وجهها وهشمه وتركها غارقة في الدماء وهي في طريقها إلى المدرسة وضاق صدر أبويها للحادثة الأليمة التي ألمّت بفلذة كبدهم وشوهت وجهها واستدعت حالتها العلاج بالخارج بالنظر إلى التشوهات الكبيرة التي تركها الكلب على وجه الطفلة بعد تهجمه عليها وهي التي تفتقد لأدنى مقاومة. وفي ظل تلك السيناريوهات المتكررة والتي تمس بهدوء وسكينة المواطنين طالب الكل بإلزامية إيجاد الحلول عن طريق جمع تلك الكلاب الضالة وقتلها كما يفعل بالقطط التي هي أقل خطورة من الكلاب المسعورة والتي من أ انتشارها الواسع أن يؤثر على سكينة المواطنين وهدوئهم كونها هاجسا بات يؤرقهم ويزعج أطفالهم. تقربنا من بعض المواطنين بمنطقة أولاد سلامة بالبليدة فحدثونا عن المشكل الذي بات يصادفهم والذي كان من الأجدر القضاء علية برمته قبل وقوع الكوارث التي لطالما صادفها البعض بعد تهجم الكلاب عليهم أثناء تنقلاتهم، وإن كان بإمكان الشخص الكبير إظهار نوع من المقاومة فإن الطفل الصغير يفشل عن ذلك كما حدثنا السيد عمر وهو أب لأطفال متمدرسين، بحيث قال إن خطر الكلاب الضالة في الطريق جعله يخاف على تنقل أبنائه لوحدهم، فهو يجبر على نقلهم إلى المدرسة صباح مساء لكي لا يتعرضوا إلى أي حادث محتمل الوقوع كذلك الذي شهدته ذات المنطقة في السنوات الماضية بحيث تهجم كلب على طفل في السابعة من العمر وألحق به جروحا بليغة على مستوى الأطراف والوجه. أما الطفلة وافية تدرس بالمتوسط فقالت هي الأخرى إنها ترعب كثيرا وهي تتنقل في الصباح الباكر إلى المدرسة، بحيث تصطدم بأكثر من كلب واحد على مستوى الطريق، وفي مرة ركض أحدهم وراءها مما أجبرها عل الاحتماء بعصا خشبية بغرض إرعاب تلك الكلاب لترفع عنها الأذى المحتمل دون أن تنسى مضاعفة الملابس لكي لا يقوى الكلب على الاعتداء عليها بسهولة. وباتت الكلاب الضالة مشكلا حقيقيا تواجهه العائلات ويزيد من هاجس تخوفها على أطفالها لاسيما مع العينات الخطيرة التي راح ضحيتها أطفال من مختلف الأعمار بعد تهجم الكلاب عليهم وإيذائهم بمناطق حساسة من الجسم على غرار الأطراف والوجه والعينين.