قُتل 25 شخصا وأصيب 66 بجروح في هجمات متفرّقة في العراق أمس الاثنين، بينها تفجير سيّارة مفخّخة في قرية لطائفة الشبك وسيّارة أخرى قرب حسينية في منطقتين متنازع عليهما. وقعت هذه التفجيرات غداة مقتل 19 شخصا وإصابة العشرات بجروح الأحد في يوم دام آخر يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للانسحاب العسكري الأمريكي من العراق، والتي تصادف اليوم الثلاثاء. وتعدّ هجمات أمس الأكبر منذ مقتل 50 شخصا في أنحاء متفرّقة من البلاد في 29 نوفمبر، وهي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات إقليم كردستان توتّرا سياسيا وأمنيا على خلفية تشكيل قوات حكومية لتتولّى مسؤولية مناطق متنازع عليها. وقال ضابط برتبة ملازم أوّل في شرطة الموصل (350 كلم شمال بغداد) ل (فرانس برس) إن (سبعة مدنيين قتلوا وأصيب 12 بجروح في انفجار سيّارة مفخّخة وسط قرية خزنة شرق الموصل)، وهي قرية يسكنها نحو 3500 من أتباع طائفة الشبك. وأكّد طبيب في مستشفى الموصل تلقّي جثث القتلى السبعة. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن (أربعة منازل دمّرت جرّاء الهجوم). وكانت القرية ذاتها تعرّضت في 10 أوت 2009 لهجوم بشاحنتين مفخّختين قتل فيه 28 شخصا وأصيب 155 آخرون بجروح وأدّى إلى تدمير 35 منزلا في القرية الواقعة على بعد نحو 15 كلم شرق الموصل. ويشار إلى أن تسمية الشبك تطلق على مجموعة كردية غالبيتها من الشيعة نظرا لتشابك معتقداتهم الدينية مع ديانات قديمة وحديثة. في موازاة ذلك، قتل جندي بإطلاق نار من قِبل مسلّحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش للجيش في شمال الموصل، حسب الملازم أوّل في الجيش خالد الياسري والطبيب طارق النعيمي من مستشفى الموصل العام. وهاجم مسلّحون مجهولون أيضا نقطة تفتيش للشرطة في غرب مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، ما أدّى إلى مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، حسب ما أفاد به مقدّم في شرطة تكريت. وأوضح المصدر أن المهاجمين فرّوا باتجاه حي صناعي في المنطقة، وما إن وصلت قوة من الشرطة إلى المكان حتى فجّروا سيّارة مفخّخة بها أدّت إلى مقتل أربعة من الشرطة وإصابة عنصرين آخرين بجروح. وأكّد طبيب في مستشفى تكريت ل (فرانس برس) تلقّي جثث عناصر الشرطة الخمسة. وقتل أيضا ثلاثة جنود في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة البوصليبي القريبة من الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)، حسب ما أفاد به نقيب في الجيش ومقدّم في شرطة الضلوعية. كما أعلن مقدّم في شرطة الدجيل (60 كلم شمال بغداد) وطبيب في مستشفى بلد (70 كلم شمال بغداد) عن مقتل عراقي وإصابة عشرة زوار إيرانيين على الأقل بجروح في انفجار سيّارة مفخّخة استهدفت حافلة كانت تقلّهم بين بغداد وصلاح الدين. وفي طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد) انفجرت سيّارتان في حي جميلة قرب حسينية وسط القضاء، ما أدّى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 26 بجروح، وفقا لمقدّم في شرطة القضاء ومسعفين. وأوضح مصدر أمني في طوزخرماتو أن 16 منزلا تهدّمت جرّاء الهجوم. ويذكر أن طوزخرماتو وقرية خزنة في الموصل تقعان ضمن منطقتين متنازع عليهما بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان الذي يتمتّع بحكم ذاتي. وانفجرت كذلك ثلاث عبوات ناسفة قرب بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) وفقا لعقيد في الشرطة وطبيب في مستشفى بعقوبة العام قتل فيها مدني واحد وأصيب أربعة مدنيين بجروح. في غرب البلاد سقطت عشر قذائف هاون من مناطق مختلفة من الصحراء على حي الميثاق في منطقة الرطبة (385 كلم غرب بغداد)، ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة تسعة بجروح، حسب طبيب من مستشفى الرطبة وعضو المجلس المحلّي عبد الرحمن محمد عواد. ورأى الحيدري أن تفجيرات الأحد والاثنين مدروسة بعناية، وربما تكون مرتبطة بدول خارجية. وأضاف الخبير الأمني والاستراتيجي أن (المشكلة تكمن في ضخّ المال في سوريا وفي العراق، خصوصا وأن في العراق كثيرا من الفقراء والجهلة الذي يتّبعون نصائح رجال دين، ومع المال يصبح كلّ شيء مقبولا).