ما يزال سكان حي الدوم القصديري ببرج الكيفان يعانون الأمرّين جراء التهميش الذي يتعرضون له من طرف السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة كانوا قد وعدوهم بها قبل الانتخابات وبالتالي انتشالهم من حياة الغبن والمعاناة التي يحيونها في تلك الأكواخ القصديرية التي تصلح لكل شيء إلا لإيواء الآدميين. شيد السكان بيوتهم القصديرية جراء تفاقم أزمة السكن لديهم أملا منهم في الحصول على سكن لائق من برامج الدولة السكنية المخصصة لهذا الغرض، لكن الأزمة قد تفاقمت حتى في هذه البيوت القصديرية بعد اضطرار العديد من الشباب من قاطنيها إلى الزواج فيها نتيجة طول مدة المكوث فيها التي فاقت العشر سنوات لدى بعضهم التي عرفت تغير في المجالس الشعبية البلدية دون تغير في وضعيتهم المزرية. هذا وقد اغتنم السكان فرصة وجودنا من اجل رفع شكاويهم والتعبير عن تذمرهم من حالة الإهمال والصمت واللامبالاة التي تقابلهم بها السلطات رغم معاناتهم الشديدة في هذه السكنات المهترئة جراء التشققات التي لحقت بجدرانها والصدأ الذي أصاب سقوفها، خاصة منها التي تقع بجوار واد الحميز التي تعيش كل عام على وقع الانهيارات والخوف من الفيضانات التي يسببها التساقط الغزير للأمطار في أعالي الوادي إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من الوادي خاصة في فترة الصيف والرمي الفوضوي للفضلات مما جعل الحي يكاد يكون مزبلة عمومية رغم جهود بعض شباب الحي لتنظيفه للحد من الانتشار الكثيف لأسراب البعوض والذباب وبعض القوارض التي أصبحت تشكل خطرا على حياة الأطفال خاصة منهم الرضع، كما يشتكي السكان من انتشار الأمراض كالحساسية والربو نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة بهذه الأكواخ. أما عن الجانب الأمني فحدث ولا حرج فانتشار السرقة والاعتداءات والمشادات اليومية بين السكان ومدمني المخدرات والمشروبات الكحولية الذين يجدون في الشاطئ المحاني لهذا الحي ملاذا لهم نتيجة ارتفاع أصوات الغناء والموسيقى والكلام الفاحش. ويبقى أمل سكان هذا الحي كبيرا في السلطات المحلية لانتشالهم من الحياة البدائية التي يحيونها في جزائر العزة والكرامة بعد مرور خمسين سنة على الاستقلال. ازدحام حركة المرور في طريق قهوة الشرقي وديار الخمسة أصبح الطريق الرابط بين قهوة شرقي ببرج البحري والديار الخمسة بالمحمدية بالعاصمة يشكل نقطة سوداء بالنسبة للناقلين والمسافرين على حد سواء فبرغم أن المسافة لا تتعدى حتى العشر كيلومترات، إلا أنك قد تستغرق لعبورها أكثر من ساعة ونصف وفي بعض الأحيان تصل إلى ساعتين نتيجة الازدحام المروري طوابير السيارات خاصة فيما بين الساعة السابعة والتاسعة التي تعرف التحاق العمال بمناصبهم، حيث يشهد الازدحام ذروته مما ينجم عنه كثرة النرفزة لدى السائقين وبالتالي التسبب في بعض الحوادث وإن كانت بسيطة إلا أنها تكون كافية لتعطيل السير لمسافة معينة تأخر بعض العمال عن مناصبهم ومشاكل مع أرباب العمل. كما يضطر الكثيرون منهم إلى النهوض باكرا قبل الساعة السادسة من اجل تجنب التأخرات وبالتالي عدم الخصم من المرتبات.