انتشرت بكثرة المحلات التي تعرض خدمة الفليكسي أو التعبئة الفورية للهاتف النقال ومع انتشارها سهل على الكل تعبئة شرائح هواتفهم النقالة في كل وقت وحين، حتى أن البعض رأى أنها زادت من أعبائهم بعد أن فرضت عليهم الإقدام على تعبئة شرائحهم لمرات في اليوم، ولا نقول في الأسبوع كونها صارت عادة أو سلوكا يوميا، حتى باتت الأجرة تقتسم بين (الفليكسي) وغيره من النفقات الأخرى عند بعض الجزائريين. لعبت هذه الخدمة السريعة دورا كبيرا في تضاعف حالة إدمان الكل على التحدث عبر الهاتف على خلاف ما كان عليه الحال في السابق، بحيث كانت التعبئة تتم عن طريق البطاقات وإدخال الرقم السري ليرسل المبلغ إلى الزبون، وعلى الرغم من استمرار تلك الطريقة إلا أن الكل تجاوب مع خدمة الفليكسي الفورية كونها أسهل وأسرع مما أدى إلى إقبالهم الكبير على تلك الخدمة السريعة. وصنع الفليكسي الحدث بين الكل وأضحى من باب المجاملة بحيث يتم تهادي بعض المبالغ بين الأصدقاء وإرسالها عبر الشرائح من المحلات التي تعرض تلك الخدمة، والتي أكد أصحابها أن الإقبال على البطاقات تراجع في الآونة الأخيرة وحلت محلها خدمة الفليكسي، ونادرا ما يدخل الزبون من أجل طلب بطاقة كون أن الكل بات يلهث نحو السهولة وكسب الوقت، كما أكدوا النفقات التي صار المواطن الجزائري ينفقها على الهاتف النقال بدليل تردد نفس الوجوه على محل الحي بصفة يومية، وتتنوع المبالغ ابتداء من 100 دينار إلى 500 و1000 دينار فما فوق خاصة وأن الكل يهدفون إلى مضاعفة المبلغ في ظل العروض الإضافية التي تطلقها شركات الهاتف النقال بالجزائر. اقتربنا من بعض المواطنين لسؤالهم عن الفليكسي ومدى تعاملهم مع تلك الخدمة السهلة فأجمع الكل أنها ضاعفت من الأموال اليومية المنفقة على تعبئة الهاتف، منهم الآنسة سارة التي قالت إنها تقدم على الفليكسي في كل يوم بالنظر إلى الاتصالات الكثيرة التي تربطها مع صديقاتها وكذا قريباتها وهي تستهلك المنحة الجامعية كلها في تعبئة هاتفها النقال كونه صار ضرورة قصوى لابد منها إلى درجة الإدمان على التحدث عبره وبالطبع التحدث لا يكون بالمجان. أما الشاب رضا فقال إنه في كل مرة يذهب إلى التقشف إلا أنه لا يستطيع ودأب على الفليكسي ويكون المبلغ من 500 إلى 1000 دينار لأكثر من مرة في الشهر خاصة وأن عمله في التجارة الحرة يجبره على تعبئة هاتفه للاتصال مع المتعاملين معه. اقتربنا من بعض محلات الفليكسي على مستوى العاصمة لرصد آراء أصحابها كونهم المتعاملين المباشرين مع الزبائن فأجمعوا كلهم على أن الفليكسي صار جار في عروق أغلب الجزائريين كجريان دمائهم ويستقبلون العشرات من الزبائن في اليوم الواحد الذين تختلف طبقاتهم ومستوياتهم طبعا، وعادة ما يكونوا زبائن دائمين ينفقون مبالغ ضخمة في تعبئة هواتفهم النقالة قد تصل إلى 5000 دينار في الأسبوع الواحد من دون أن يشعر الزبون على حسب ما أعلمنا به صاحب محل للفليكسي ببئر خادم، الذي أوضح أيضا أن الفليكسي زاد من الأعباء المالية للفرد الجزائري كونه يستنزف ميزانية ضخمة خلال الشهر تذهب كلها في إجراء اتصالات عبر الهاتف وتمضية الوقت في الأحاديث المطولة، خصوصا بعد أن حل الهاتف النقال محل الزيارات العائلية وأثر تأثيرا بليغا في المعاني السامية لصلة الرحم التي أوصانا الله تعالى ونبيه الكريم على التكثيف منها لتوطيد العلاقات الأسرية ونشر المحبة والإخاء.