(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ). الحقيقة العلمية تؤكد أن تربة الأرض تتكون في غالبيتها من المعادن الصلبة التي يؤدي تميؤها إلى اهتزاز مكونات التربة وزيادة حجمها وارتفاعها إلى أعلى حتى ترق رقة شديدة فتنشق مفسحة طريقا آمنا سهلا لهذه النبتة الطرية الندية المنبثقة من داخل البذرة الندية المدفونة بالتربة. ويتمثل وجه الإعجازالقرآني في ذلك أن هذه الحقائق لم يدركها العلم إلا خلال السنوات القليلة الماضية وقد سبقهم كتاب الله بتلك الحقيقة التي تناولها القرآن بهذه الدقة العلمية والتسلسل التطبيقي المنطقي. ففي قوله تعالى (هامدة) فإنها تكون هكذا حتى ينزل الماء فتهتز وتخرج منها النبتة، وحدث في المؤتمر العلمي الأول في إسلام آباد تقدم أحد علماء النبات فقال: هناك آية في القرآن تخبرنا عن حقائق عرفناها نحن الآن ففي عام 1827 م اكتشف عالم بريطاني اسمه براون أن ماء المطر إذا نزل إلى التربة أحدث لحبيباتها اهتزازات، وتلك الحبيبات حبيبات تبلغ أكبر حبيبة قطرها 3000مم، وهذه الحبيبات عبارة عن صفائح بعضها فوق بعض من المعادن المختلفة، صفائح متراصة إذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات بسبب اختلاف هذه المعادن، وحدث تأين: (أي تحويل إلي إيونات والإيون هو ذرة من مجموعة ذرات ذات شحنة كهربائية فإذا نقص عدد الكهيربات في الذرة أصبحت إيونا موجبا وإذا زاد أصبحت إيونا سالبا ويسمى شطرا)، فتهتز هذه الحبيبات بهذا التأين وبدخول الماء من عدة جهات إلى تلك الحبيبات فيحدث له اهتزاز، هذه الحبيبات المهتزة (الاهتزاز له فائدة عظيمة إذ أن الصفائح متلاصقة بعضها مع بعض ) فالاهتزاز يوجد مجالا لدخول الماء بين الصفائح، فإذا دخل الماء بين الصفائح نمت ودبت هذه الحبيبات، وربت والرباء والربو هو الزيادة بسبب دخول الماء بين هذه الصفائح.