تعطى مساء اليوم بعاصمة جنوب إفريقيا إشارة انطلاقة الطبعة ال 29 لكأس أمم إفريقيا بمشاركة 16 منتخبا، من بينهم المنتخب الجزائري العائد إلى العرس القارّي بعد غيابه عن الدورة الأخيرة العام الماضي في الغابون وغينيا الاستوائية. بن عبد القادر يتواجد منتخب كوت ديفوار ضمن أكبر المرشّحين لبلوغ منصّة التتويج على اعتبار أن تشكيلته تزخر بالأسماء الرنّانة، غالبيتها تنشط في أقوى النّوادي الأوروبية، يتقدّمهم المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم لمنصرم ديدي دروغبا. لكن ليس معنى هذا أن لقب هذا العام موسوم لمنتخب كوت ديفوار، فقد نشهد مفاجأة مدوّية على غرار الدورة الأخيرة التي توّج بها المنتخب الزّامبي على حساب كوت ديفوار، وهو الذي كان مرشّحا للفوز بها على غرار دورة هذا العام. جنوب إفريقيا - جزر الرّأس الأخضر (سا 17.00) البافانا بافانا لطرد النّحس تعوّل جنوب إفريقيا قبل كلّ شيء على الزّخم الجماهيري الذي ساعدها على إحراز اللّقب الوحيد على الملعب ذاته عام 1996 بفوزها على تونس في المباراة النّهائية (2-صفر)، ثمّ على نتائج اللّقاءات السابقة مع المنتخبات الثلاثة في مجموعتها. وتغلّبت جنوب إفريقيا على أنغولا في طريقها إلى إحراز اللّقب قبل 17 عاما، وعلى المغرب في ربع نهائي نسخة العام 1998 في بوركينا فاسو، وعلى الرّأس الأخضر التي تشارك لأوّل مرّة في جميع المباريات الودّية التي جمعتهما، وكذلك في تصفيات مونديال 2006 مرّتين بنتيجة واحدة (2-1). لم يكن منتخب جنوب إفريقيا مقنعا في مبارياته الاستعدادية، فخسر أمام النّرويج (صفر-1) وتعادل سلبا مع الجزائر، فيما بقي أنطونيس ورجاله بعيدين عن الأضواء. ويتعيّن على إيغسوند ورجاله عدم نسيان أن منتخب الرّأس الأخضر حقّق مفاجأة من العيار الثقيل عندما أقصى نظيره الكاميروني العريق إفريقيا ودوليا بفوزه عليه (2-صفر) ذهابا وخسارته أمامه (1-2) إيّابا في الدور الثاني بعد أن تخلّص في الدور الأوّل من مدغشقر (3-1 و4-صفر). يخطّط أنطونيس لإسكات الأصوات التي تعتبر منتخبه (دخيلا) على النّهائيات، ويقول: (الضغط كلّه على جنوب إفريقيا، خصوصا في المباراة الأولى. قدمنا إلى هنا لنقدّم كرة قدم جيّدة، وإذا ما استطعنا تخطّي الدور الأوّل سيكون مشوارنا مشرّفا في البطولة). قالوا عن اللّقاء غوردون إيغسوند مدرّب جنوب إفريقيا: "قوتنا في أنصارنا" يؤكّد مدرّب جنوب إفريقيا غوردون إيغسوند أنه (عندما يجري اللاّعبون في الملعب وهم يرون ويسمعون مئات الآلاف من أنصارهم ينفخون في آلة الفوفوزيلا يصبح من الصعب جدّا التغلّب عليهم). ويضيف إيغسوند الذي لا يملك أيّ لاعب من طينة الكبار: (إذا تجاوب اللاّعبون مع ما يريده الجمهور واستمرّوا في موقف إيجابي فإننا سنذهب بعيدا حتى معانقة اللّقب). لويس أنطونيس مدرّب الرّأس الأخضر: "أعرف كيف تغلّبنا على الكاميرون" لا يستطيع مدرّب الرّأس الأخضر، الدولة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، لويس أنطونيس نسيان ما حصل في التصفيات ويكرّر دائما: (ما زلت الآن لا أعرف كيف تغلّبنا على الكاميرون، حلم أصبح حقيقة بأن نبلغ نهائيات أمم إفريقيا). ولم يخف غي راموس مدافع فالفييك الهولندي طموح زملائه الكبير بقوله: (نلعب بشكل جيّد كمجموعة متضامنة، فكلّ واحد منّا يعود لمساندة الدفاع، وهذه إشارة جيّدة. هذا المنتخب يعطينا الحقّ في أن نراهن كغيرنا من المشاركين). المغرب - أنغولا (سا 20.00) التعثّر ممنوع على أسود الأطلس سيحاول المغرب بقيادة مدرّبه المحلّي رشيد الطاوسي خليفة البلجيكي إريك غيريتس وقف مسلسل الخروج من الدور الأوّل بعد أن حلّ وصيفا لتونس في الدورة التي استضافتها الأخيرة عام 2004، والخطوة الأولى تبدأ بالفوز على أنغولا التي هزمها مرّتين وتعادل معها مرّة واحدة في اللّقاءات الثلاثة التي جمعتهما سابقا. المغرب لنسيان كبواته السابقة خرج المغرب من الدور الأوّل 3 مرّات متتالية أعوام 2005 و2008 و2012 (لم يتأهّل عام 2010)، وكان تأهّله إلى النّهائيات الحالية معجزة صنعها الطاوسي ففاز إيّابا على زيمبابوي (4-صفر) بعد أن خسر بإشراف غيريتس (صفر-2) ذهابا. كتيبة الطاوسي بسيرة ذاتية قوية ذهب الطاوسي إلى جنوب إفريقيا بسيرة ذاتية قوية، خصوصا أنه قاد المغرب الفاسي إلى إحراز كأس الاتحاد الإفريقي (2011) والكأس السوبر الإفريقية بفوز على الترجي التونسي بطل دوري أبطال إفريقيا، وهو يعتبر أن استبعاد ثلاثة من أبرز اللاّعبين مروان الشمّاخ والحسين خرجة وعادل تاعرابت عن التشكيلة لن تؤثّر على حظوظ (أسود الأطلس) بترك بصمة في البطولة. شارة القائد للحارس المخضرم نادر لمياغري منح الطاوسي شارة القائد للحارس المخضرم نادر لمياغري بعد استبعاد خرجة، فيما سيكون المهدي بن عطية صمّام الأمان في الدفاع ويونس بلهندة لاعب مونبوليي الفرنسي مدير العمليات في الوسط رغم إصابته الأخيرة، وأسامة السعيدي لاعب ليفربول الإنجليزي رأس حربة الهجوم. مدرّب أنغولا أعدّ العدّة لهزم المغرب.. سيعدّ الأوروغوياني غوستافو فيرين مدرّب أنغولا الخطط الكفيلة بجعل منتخب (الغزلان السوداء) يتخطّى مرحلة التصفيات الصعبة (فازوا على زيمبابوي 2 - صفر وخسروا أمامها 1-3 في الدور الثاني)، ويحبط مخططات الخصوم بدءا من الطاوسي. منتخب المغرب يملك أفضلية معنوية لهزم أنغولا يمتلك منتخب المغرب أفضلية معنوية على أنغولا التي، وإن لم يواجهها رسميا من قبل إلاّ أنه تمكّن في المباريات الخمس الودّية التي جمعت بين الطرفين من تحقيق الفوز أربع مرّات مقابل تعادل وحيد، بينما لم يسبق لأسود الأطلس وأن فازوا على جنوب إفريقيا ولم يلعبوا من قبل أمام الرّأس الأخضر. يأمل أن يهدي أنغولا سجِّلا لا يحفل به تاريخها يطمح فيرين الذي ضخّ بعض الدماء الجديدة في تشكيلته، إلى أن يهدي انغولا سجِّلا لا يحفل به تاريخها (شاركت 6 مرّات سابقة وأفضل نتيجة ربع النّهائي عامي 2008 و2010)، معوّلا في ذلك على الحارس المخضرم لاما وثلاثي الهجوم الهدّاف مانوتشو غونسالفيش ودجالما كامبوس وغيلييرمي أفونسو. حقّقت ثلاث انتصارات متتالية حقّقت أنغولا 3 انتصارات متتالية على رواندا والكاميرون، أهمّها وآخرها على زامبيا حامل اللّقب (2-صفر)، فيما تعادل المغرب سلبا مع الأخيرة وفاز على ناميبيا (2-1). قالوا عن اللّقاء الطاوسي: "لن نكون تحت الضغط أمام أنغولا " قال الطاوسي عن مباراة أنغولا: (لا يخفى على أحد أهمّية المباراة الأولى في أيّ بطولة، ونحن نعرف ما حدث في آخر دورة، وبالتالي فإن تركيزنا منصبّ على تجاوز منتخب أنغولا الذي يبقى منتخبا محترما درسناه جيّدا)، وتابع: (لاعبونا يدركون حجم المسؤولية الملقاة عليهم، وهم على أهبة الاستعداد لإسعاد الجمهور المغربي المتطلّع إلى نتائج أفضل). ويعتقد الطاوسي أن فريقه استعدّ جيّدا للبطولة وقال: (كان علينا أن نتجاوز بنجاح مرحلة الاستئناس بعامل الارتفاع، حيث تصعب عملية تقوية المخزون البدني، ممّا كان له الأثر على الأداء في المباريات الإعدادية)، وأضاف: (لكن وللّه الحمد حصل هناك تحسّن إيجابي لأداء جميع اللاّعبين، ويمكن القول إننا جاهزون بنسبة 100 بالمائة للمواجهة الأولى وبقّية المباريات التي تفرض جاهزية بدنية وذهنية وحسن تحضير). غوستافو فيرين مدرّب أنغولا: "سنهزم المغرب" يرى مدرّب منتخب أنغولا الأوروغوياني غوستافو فيرين أن منتخبه قادر على هزم المغرب في مواجهة اليوم بقوله: (أنا على يقين من أن الفوز لن يفلت من أيدينا حين نواجه المغرب في لقاء الافتتاح، فقد درست جيّدا قوة وضعف لاعبي المنتخب المغربي واتّضح لي جليا أن لاعبي فريقي قادرون على إلحاق الخسارة بهذا المنتخب، فوجودنا في جنوب إفريقيا هو من أجل العودة بالكأس وليس من أجل بلوغ الدور الثاني).