تجري فعاليات الدورة الثانية ل (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية) بين 15 و24 مارس المقبل بمشاركة 18 فيلماً من دول إفريقية مختلفة. اللافت أن المهرجان يخصص جائزة باسم الحسيني أبو ضيف، شهيد أحداث الاتحادية، لأفضل فيلم يتمحور حول الحريات. أوضح رئيس (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية) سيد فؤاد أن الطريقة الوحيدة للتغلب على المتشددين تكمن في إقامة فعاليات فنية وثقافية، مضيفًا أن خروج المهرجان إلى النور رافقته صعوبات في التحضير، خصوصًا في المفاوضات مع وزارة الثقافة، وأكد أن الفن والثقافة لا بد من أن يكون لهما حق في موازنة الدولة لأنهما لا يقلان أهمية عن الخبز، (إذا كانت الثقافة مكلفة، فإن غيابها مكلف أكثر)، على حدّ تعبيره. كذلك كشف أن المهرجان سيكرم شخصيات سينمائية مصرية وإفريقية ساهمت في إثراء السينما من بينها: يسرا، الناقد سمير فريد، المخرج المالي سيايمان سيسية، ومخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة. بدوره قال عضو لجنة المشاهدة أحمد رشوان إن اللجنة شاهدت 350 فيلم من الدول الإفريقية كافة، اختارت منها 18 فيلمًا للمشاركة في المسابقة الرسمية من بينها (الخروج للنهار) للمخرجة المصرية هالة لطفي الذي نال جوائز في مهرجانات دولية. أشار سفير إثيوبيا في مصر محمود دردير غيدي إلى أن بلاده تشارك بثلاثة أفلام، يرصد أحدها التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة في المجتمعات الإفريقية لتحقيق ذاتها. تضم لجنة تحكيم الأفلام الطويلة: ليلى علوي، المخرجة مفيدة تلالي (تونس)، المخرج يسري نصر الله، أومي تندور (السنغال)، الناقد بيتر روفريك (جنوب إفريقيا)، خالد الصاوي وكاملة أبو ذكري. فضيحة أكد الناقد سمير فريد أن هذا المهرجان ينهي فضيحة عدم عرض أي فيلم إفريقي على شاشات السينما أو التلفزيون المصري، مشيرًا إلى أن السينما الإفريقية تطورت بشكل سريع رغم أنها لم تنطلق إلا مع سنوات التحرر في الخمسينيات، وقدمت مخرجين مهمين إضافة إلى مخرجي المهجر الذين سيشاركون أيضًا. بدورها أبدت يسرا سعادتها لتكريمها في هذا المهرجان في وقت يسعى فيه المتشددون إلى تكميم الأفواه والقضاء على الفن المصري. من جهتها أعربت لبلبة عن تقديرها للقيمين على المهرجان لأنهم أهدوه إلى روح المخرج الراحل عاطف الطيب الذي تعتبره أحد أهم مخرجي مصر، وقدمت معه (ضد الحكومة) مع أحمد زكي و(ليلة ساخنة) مع نور الشريف. أما المخرج خالد يوسف فاعترف بأنه أخطأ مع زملائه من الفنانين عندما ابتعدوا عن الفن وانخرطوا في الثورة والأحداث السياسية بهدف حسم الصراع السياسي لصالح الثورة، مشيرًا إلى أن الفن أحد أهم الأدوات التي قد تحسم هذا الصراع لأنه من القوى الناعمة ولأن الصراع ليس سياسيًا فحسب، بل حضاري ضد قوى التخلف والرجعية التي انتشرت في المجتمع. أضاف يوسف أن الفنانين أدركوا أهمية عمق مصر الإفريقي سواء على المستوى التاريخي أو الجغرافي أو المستقبلي، إلا أن النظام السابق أهمل هذا الجانب، وهو ما يجب تداركه اليوم. دعم الشباب أعلنت مديرة المهرجان الفنية عزة الحسيني أن الأيام الثلاثة الأولى من المهرجان ستشهد مؤتمرًا لصانعي السينما الإفريقية هدفه إيجاد صندوق لدعم سينما الشباب. بدوره رأى حسن الرداد أن هذا المهرجان يأتي في إطار الرد على الأصوات التي تسيء إلى الفن المصري وتحاول القضاء عليه، مرحبًا بوجود مسابقة للرسوم المتحركة. أما رئيس قطاع الإنتاج الثقافي في وزارة الثقافة خالد عبد الجليل، فأوضح أن دور الوزارة ليس الإنتاج الثقافي إنما دعمه من دون أي تدخل فيه، كي لا تكون المهرجانات تحت مقصلة أي نظام. أضاف: (لا بد من أن تكون وزارة الثقافة ملكًا للمثقفين والمبدعين وليس ملكًا للدولة، وعلى المثقفين التعامل كأن الوزارة ملك لهم. المسؤولون إلى زوال وستبقى الثقافة، ولن يستطيع أي فصيل سياسي تهميشها وستكون لمصر الجديدة ثقافة جيدة). أخيرًا، اعتبرت جيهان فاضل أن الحرية أعظم مطالب الإنسان وحق لا يجب انتزاعه، مضيفة أن الثقافة بالنسبة إلى الفنان ليست رفاهية، لذلك ستخصص الدورة الثانية من المهرجان مساحة لأفلام الحريات.