* أمل بوشوشة: "لا أعرف الندم" الحياة حافلة بالأحداث ولا يستطيع الشخص، مهما بلغ أعلى مراتب الإدراك والتعقل، أن يلمّ بها جميعها، لذا من الطبيعي أن تكون خياراته في أحيان كثيرة بناء على ظروف ومواقف، وأن يندم عليها كونها جاءت تحت ضغط معين. بما أن الفنان هو إنسان في النهاية، فقد يقع بدوره في مطبات كأن يختار دورًا غير ملائم له أو يرتدي ملابس غير لائقة به أو يختار شركة إنتاج لا تطبق وعودها، أو يتخذ قرارًا متسرعًا بالزواج من شخص غير مناسب له... فيندم على تصرفاته... بوشوشة لا تعرف الندم تقول الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة: (لا أعرف الندم لأنني تعلمت من كل ما مرّ في حياتي سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا وحولته لمصلحتي)، تؤكد أمل بوشوشة التي تشير إلى أنه من الطبيعي أن يخطو الإنسان خطوات غير ثابتة لكن الشاطر، حسب رأيها، يعرف كيف ينهض ويكمل مشواره ويتعلم من الأخطاء كي لا يكررها. تضيف: (عشت تجربة عاطفية فاشلة ولكني لا أندم عليها لأنني اكتشفت فيها مدى قوتي وكبريائي وثباتي، كذلك اكتشفت خبايا في شخصيتي كنت أجهلها، ومن المؤكد أن خياري الخاطئ سيحفزني لأكون أكثر وعيًا في أي علاقة جديدة أخوضها). ثمة خيارات على الصعيد المهني لا تكون صائبة، مع ذلك تعتبر نفسها محظوظة، وتجيب من يسألها حول ما إذا ندمت على دخولها مجال الفن كونه صعبًا ويحتاج إلى دعم كبير: (لا أندم على تجربة اكتشفت فيها محبة الناس لي وأظهرت موهبتي من خلالها وفتحت لي مجالات حياتية واسعة). نيللي مقدسي والخطوات الناقصة (حالات الندم موجودة بعد كل خطوة ناقصة يقوم بها الإنسان، لكن القوي هو الذي يعرف كيف يحوّل ندمه إلى تجربة تعلّمه للمستقبل) توضح نيللي مقدسي التي تعترف بأن الشعور بالندم راودها على الصعيدين المهني والشخصي، خصوصًا في بداية طريقها الفني، ولكنها مع الوقت والتجارب والخبرة أدركت ألا نفع للندم، والوقوع في الخطأ أمر عادي يواجه أي إنسان. تضيف: (المهم ألا نرتكب الخطأ نفسه أكثر من مرة، ففي هذه الحالة سيلازمنا الندم ويجعلنا غير قادرين على الاستمرار، من لا يخطئ لا يتعلم ويجب أن نثبت لكل شخص أراد الأذى لنا أننا لسنا ضعفاء ونستطيع النهوض مجددًا مهما كانت الضربة قوية). جنى: "الندم لا ينفع" (ينتابني الندم على أمور معينة، لكني سرعان ما أدرك أن هذا الشعور لا ينفع بل التعلم من الخطأ هو الحافز للاستمرار)، تقول جنى التي تعتبر أن الحياة مدرسة يتعلم الإنسان منها يوميًا وأن الوقوع في الخطأ والشعور بالندم أمران لا مفر منهما. تضيف: (على الشخص التعامل مع كل ما يواجهه بطريقة إيجابية ومعرفة أن التجارب الحياتية الناجحة والفاشلة هي التي تبني شخصيته وتجعله أكثر قدرةً على مواجهة الصعاب). تشير جنى إلى أنها ندمت أحيانًا على منح ثقتها لأشخاص لم يكونوا على قدر هذه الثقة، إلا أن هذه التجارب علمتها التمييز بين من يريد مصلحتها وبين من يضع العصي في طريقها. في ما يتعلق بخوضها مجال الفن تقول: (أفكر أحيانًا هل كان ذلك بالأمر الجيد أم سأندم في المستقبل، لكني في كل مرة أحقق نجاحًا أشعر بضرورة التركيز والاجتهاد بدل التفكير بأمور لا طائل منها). ليلى اسكندر: "عرفته في مراهقتي" (عرفت الندم في مراهقتي، لكن مع الخبرة وتجاوز الأزمات لم تعد هذه الكلمة في قاموسي، وأدرك جيدًا أن الإنسان القوي لا يعرف الندم)، تؤكد ليلى اسكندر لافتة إلى أنها باتت قادرة على التمييز بين الصح والخطأ، وفي حال أساءت الاختيار سواء على الصعيد الشخصي أو المهني فتعتبر ذلك تجارب حياتية تتعلم منها للمستقبل. تضيف: (واجهت ظروفًا صعبة نتيجة خيارات خاطئة اتخذتها، وحزنت وغضبت إلا أنني اكتشفت أن الإنسان الذي يغرق في حزنه وندمه لن يصل إلى أي مكان. لا بد من النظر إلى الأمور الحياتية حتى الصعبة منها بطريقة إيجابية، فنحن نتعلم من تجاربنا، خصوصًا السيئة منها، أمورًا جديدة ومهمة نعلمها لاحقًا لأولادنا تمامًا كما تعلمنا من تجارب أهلنا). خيارات خاطئة القاهرة - هيثم عسران نبيلة عبيد نادمة على تجربة فيلم (قصاقيص العشاق) لأنه حفظ في العلب عشر سنوات، ما أدى إلى عدم تحقيقه أي نجاح عند طرحه في دور العرض، بسبب تغيّر طبيعة الجمهور، مشيرة إلى أنها لا تحبّ تأجيل طرح أعمالها لأن ما يصلح اليوم قد لا يصلح غدًا، خصوصًا في السينما التي يدفع الجمهور أموالاً لمتابعة الأفلام. بدورها صابرين نادمة على تعاونها مع جهات الإنتاج الحكومية، فرغم تخفيض أجرها وتقديم تنازلات لصالح دعم التلفزيون الرسمي، إلا أن مسؤولي هذه الجهات لا يهتمون بتسويق أعمالهم ما أثر سلبًا على نجاح مسلسلها الأخير (ورد وشوك). مشاهد جريئة غادة عبد الرازق نادمة على المشاركة في فيلم (حين ميسرة) بسبب أدائها دورًا جريئًا فيه، مشيرة إلى أن الانتقادات التي تعرضت لها بعد الفيلم أثرت على قراراتها اللاحقة في عدم تقديم هذه النوعية من الأدوار، والتركيز على نوعية أدوار مختلفة، وهو نفس ما عبرت عنه بعد مسلسل (سمارة). تضيف غادة أن الفنان مثل الجواد يتعرض لكبوات عبر اختيارات غير موفقة، لكن المهم تجاوز هذه الكبوات سريعًا ليعود إلى الجمهور بشكل يحافظ على نجوميته، وهو أمر طبيعي لأن الأعمال لا تنفذ بالطريقة المأمولة لظروف كثيرة. كذلك ندمت مروى على دور الإغراء الذي أدته في (أحاسيس) مشيرة إلى أن هذا الفيلم وضعها ضمن إطار امرأة جميلة ترتدي ملابس مثيرة، ورسخ هذه الصورة لدى الجمهور والنقاد، لكنها حاولت الخروج منها في الأعمال اللاحقة. وتشير إلى أن حداثة عمر الفنان قد تكون سببًا في اختياره أعمالا يندم عليها لاحقًا، مؤكدة أن الاختيارات الخاطئة تكون على الأرحج في بداية المسيرة الفنية. مع أن (مذكرات مراهقة) هو التجربة التمثيلية الأولى لأحمد عز، إلا أنه نادم عليه بسبب المشاهد الجريئة التي يتضمنها الفيلم، وقد صرّح في هذا المجال بأنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لما شارك فيه، لا سيما أن شعوره بالندم جاء عن قناعة شخصية، ما أثار غضب مخرجة الفيلم إيناس الدغيدي. تقصير وكذب تعترف رانيا يوسف بندمها على الارتباط بزوجها الثاني كريم الشبراوي نظرًا إلى المشاكل التي تعرضت لها واستيلائه على أموالها، مؤكدة أن تسرّعها في اتخاذ قرار الارتباط سبب ندمها، وأنها تعلمت التأني سواء في الأعمال الفنية أو في حياتها الشخصية، ملقية اللوم على المحيطين بها الذين أوقعوها في شرك الزواج هذا الذي تعتبره نقطة سوداء في حياتها. على صعيد آخر، تشعر رانيا بالندم على المشاركة في فيلم (ريكلام) لمجاملة المنتج بعض الفنانين على حسابها بشكل أظهرها بصورة غير لائقة. أما سمية الخشاب فنادمة على ارتداء بذلة رقص في فيلم (حين ميسرة) وتؤكد أنها تخجل من ارتداء ملابس عارية، لكنها فعلت ذلك بناء على طلب المخرج وندمت بعدها، لذا لن تقدم على هذه الخطوة مجدداً. الأمر نفسه بالنسبة إلى أروى جودة التي ندمت على ارتدائها ملابس جريئة في فيلم (مفيش غير كده) في بداية مشوارها الفني مع نبيلة عبيد، موضحة أنها تعرضت لانتقادات حادة جعلتها تعيد النظر في الاستجابة للملابس التي يختارها المنتجون للشخصيات وتتناقش معهم، ولا تطبق طاعة عمياء كون كل فرد يتحمّل مسؤولية أعماله. داليا البحيري نادمة على تعاقدها مع المنتج ممدوح شاهين لأنه عطلها عن الإطلالة على الجمهور ثلاثة أعوام، مشيرة إلى أن ثقتها به جعلتها تصدق كل ما يقوله من مواعيد وتأجيلات، لكن في النهاية باتت الأكثر تضررًا ولم تصل معه إلى حل.