تعاني العشرات من العائلات المقيمة بأحياء متفرقة من الجزائر العاصمة والمدن الكبرى من أزمة خانقة إذا تعلق الأمر بالسكن، ومن بين هذه الأحياء نجد حيا آخر لا يزال بعيدا كل البعد عن النور، فحي بوروبة الكائن بالدائرة الإدارية للحراش لا يزال قاطنوه يعيشون حياة التهميش والجحيم. في هذا الشأن أكد جل من تحدثنا إليهم أن معاناتهم بهذا الحي قد طال أمدها والتي جسدت معاناة 17 سنة في ظل تماطل السلطات المحلية لإعادة ترحيل العائلات لسكنات لائقة، إذ اتهم السكان المسؤولين بالتلاعب، حيث أفادوا في حديثهم أن القضية تعود لسنوات مضت وهذا بعد عملية الترحيل التي مستهم والتي باشرت بها السلطات المحلية لبلدية الكاليتوس بعد حاجتها للقطعة الأرضية التي كانت تستغلها العائلات والتي شيدت فوقها منازلهم لتجلب هذه الأخيرة حظيرة السيارات الخاصة ببروبة لتنسى بعدها القضية ليتجرع السكان الجحيم الحقيقي حسب تصريحاتهم. في ذات السياق أبدى المتضررون امتعاضهم من الوعود الكاذبة للمسؤولين والمجالس المحلية التي حملتهم مأساة 17 سنة مع تدني الظروف المعيشية داخل الحظيرة والتي جعلت السكان في عزلة تامة عن العالم الخارجي لبعدها عن المنطقة الحضرية من جهة ولافتقارها لأدنى الشروط والمرافق الضرورية للعيش اللائق، حيث أن هذه الأخيرة عبارة عن مزرعة كبيرة والتي تنتشر فيها الحفر والمطبات، بالإضافة إلى نوعية السكنات داخل الحظيرة التي وصفها السكان في حديثهم بالجحور نتيجة الغرف الضيقة التي لا تتسع مساحتها حتى لأفراد عائلة واحدة نظرا لحالتها الكارثية التي هي في تدهور مستمر والتي خلقت للقاطنين مشاكل عدة، خاصة منها الصحية نظرا للارتفاع الرهيب للرطوبة بها والتي تسببت للسكان خاصة الأطفال في أمراض عدة منها الحساسية والربو، ناهيك عن التسربات التي يعاني منها هؤلاء مع كل تساقط للأمطار، حيث تستقبل ربات البيوت موسم الأمطار بالدلاء. وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه العائلات من ضحايا الإرهاب والمجاهدين أفنوا حياتهم بعيدا عن الأنظار، بالإضافة إلى إطارات دولة وأعوان أمن لم يتمكنوا من الحصول على سكن وظيفي ولا على سكن اجتماعي ينتشلهم من هذه المأساة التي يعايشها جيلان من هؤلاء الأفراد، حيث ناشدت العائلات في هذا الصدد السلطات المحلية والولائية التدخل العاجل لتنفيذ وعودها، كما نددوا في نفس الوقت بتصعيد لغة الاحتجاجات للمطالبة بحقهم الشرعي في إعادة إسكانهم واسترجاع حقوقهم. في نفس السياق أعرب أهالي الحي المذكور عن استيائهم وسخطهم الشديدين للوضعية الكارثية التي آلت إليها حالتهم نظرا لعدم تزويد حيهم بالضروريات اللازمة، فمشكلتهم ليست وليدة الساعة بل تمتد إلى سنوات ماضية إذ لا يجدون حلا لمقاومة موجة الحر وعدم تمكنهم من تشغيل المكيفات، ناهيك عن تحول الحي إلى ظلام دامس ليلا نظرا لانعدام الإنارة العمومية على حد وصفهم والتي تسببت في انتشار الحشرات، الأمر الذي بات يهدد حياتهم وحياة أطفالهم. وفي الأخير جدد هؤلاء القاطنون نداءهم من خلال وسائل الإعلام التي تعتبر الحل الوحيد لاطلاع العالم الخارجي عما يجول بحيهم ومدى المعاناة التي يتكبدونها يوميا في ظل اللامبالاة المنتهجة في حقهم حسب بقوله، إلا أنهم لا يزالون يطالبون بتدخلاتهم السريعة لتسوية المشكل في أقرب وقت تفاديا لأية كوارث لا قدر الله مستقبلا مثلما حدث في أحياء أخرى كان ضحيتها أناس لا ذنب لهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار.