تشتكي عائلة (السرير) المتكونة من أربعة أفراد التهميش واللامبالاة داخل جحر ببيت قصديري بعين المالحة (أ) ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة والذي لايصلح على الإطلاق للسكن، تعاني الطفلة ليلى وولدتها المصابة بالشلل، ناهيك عن التعقيدات الصحية المستعصية التي جعلت أوضاعهم الاجتماعية المؤسفة أكثر تعقيدا يوما بعد يوم. وتعاني الطفلة ليلى البالغة من العمر 21 سنة من عدة أمراض منذ ولادتها، إضافة إلى أنها معاقة حركيا وذهنيا بنسبة 100% وما زاد الطين بلة هو الدواء باهظ الثمن والمفقود على مستوى الصيدليات، للإشارة أن والدة الطفلة مشلولة ومقعدة في الفراش ولا سند ولا كفيل لها لجلب لقمة العيش إلا منحة لا تغني ولاتسمن من جوع مقابل الاحتياجات اليومية التي تحتاجها هذه الأسرة، فضلا عن الحاجة الماسة للحفاظات للطفلة المعاقة ووالدتها المشلولة. وتعد هذه العائلة فقيرة وهذا ما وقفت عليه (أخبار اليوم) أثناء زيارتها لهذه العائلة بعين المالحة، والتي تتواجد على مستوى بلدية جسر قسنطينة والتي تفاجأنا بوضعها القاسي والكارثي حيث يحاصرها الفقر من جهة والأمراض من جهة أخرى في ظل نقص مدخول محترم ينتشل أفراد هذه العائلة من الجوع والحاجة، ناهيك عن افتقارهم لأدنى متطلبات العيش الكريم. وما عقد وضعهم أكثر هو أن الطفلة (ليلى) ليست الوحيدة التي تتخبط في الأمراض بل إن والدتها أيضا مصابة بمرض مزمن والذي نخر جسدها من صعوبة التنفس إلى الضغط الدموي وغيرها من الأمراض التي نالت منها وهي تصارع المعاناة رفقة أطفالها خصوصا ليلى في ظل انعدام الإمكانيات المادية، خاصة بعد طلاقها ورحيل الزوج حيث زادت الأوضاع تفاقما وتدهورا واضحا وهذا ما لاحظناه خلال زيارتنا لبيت شبيه إلى حد كبير بإسطبل للحيوانات لا يتناسب كمأوى لآدميين خصوصا هذه الأسرة التي تفتك بها الأمراض والفقر والحاجة وكل مظاهر المأساة تضرب بظلالها على هذه الأخيرة. وأثناء زيارتنا إلى منزل عائلة سرير وقفنا على الحالة المأساوية التي تعيشها خاصة الأم التي عبرت لنا عن مدى حزنها لحالة أطفالها وابنتها المعاقة التي تتألم وتصارع المرض أمام عينيها وهي عاجزة تماما عن القيام بأي دور كونها هي الأخرى مشلولة ولا حول ولاقوة لها. وللإشارة أن هذه العائلة تعيش في بيت تنعدم فيه كل وسائل الحياة الكريمة لا ماء ولاغاز ولا قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي زاد من متاعبهم ونغص عليهم حياتهم ولكم أن تتصوروا هذا الوضع الذي تعيش فيه عائلة تصارع المرض والشلل في آن واحد، وحسب السيدة فاطمة الزهراء أنه بالرغم من رفع عدة شكاوي للسلطات المحلية والولائية وحتى وزارة التضامن للالتفات إلى مسلسل معاناتهم الذي دام أكثر من 20 سنة، إلا أن لا جهة تحركت أو وقفت على الجحيم الذي تعيشه العائلة في ظل انعدام أبسط الضروريات التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم، وأضافت هذه السيدة قائلة (الزمن والمسؤولين علينا)، ولم نعرف أي وجهة نرفع عبرها استغاثتنا علها تنتشلنا من العذاب الذي يحاصرنا لعقود، ولحد الساعة لا تدخل من طرف المعنيين الذين لايهمهم أمر الفقير والمريض على الإطلاق، وفي الأخير ترفع هذه العائلة معاناتها ونداءها إلى وزارة الصحة والتضامن لمساعدتها، كما وجهت نداءً خاصا لذوي القلوب الرحيمة لمد يد المساعدة، ولمن يهمه أمر هذه العائلة العنوان ورقم الهاتف لدى الجريدة وأجر الجميع على الله.