تشتكي عائلة (·م· حبيبة) المتكونة من تسعة أفراد التهميش واللامبالاة داخل بيت فوضي يتكون من غرفة واحدة ومطبخ بالباخرة المحطمة ببلدية برج الكيفان بالعاصمة بمحاذاة المفرغة، وبالإضافة إلى ضيق المكان والذي لايصلح على الإطلاق للسكن، تعاني الطفلة جميلة وولدها من أمراض مستعصية جعلت أوضاعهم الاجتماعية المؤسفة أكثر تعقيدا يوما بعد يوم· وتعاني جميلة البالغة من العمر 13سنة من مرض السرطان وما زاد الطين بلة هو الدواء باهظ الثمن، مما جعل حياتها جحيما لدرجة أن هذا المرض أفقدها الحركة وجعلها طريحة الفراش، والأمر الذي زاد من الوضع تدهورا هو أن والدها هو الآخر مصاب بمرض السل وهو أيضا بحاجة إلى التكفل بالعلاج والدواء، وما زاد من تفاقم وضع العائلة أن لا معيل لهم ولا سند بعدما أصبح رب الأسرة عاجزا تماما عن بذل أي مجهودات من أجل جلب لقمة العيش لهم أو ما تحتاجه الأسرة من حاجيات وضروريات يومية وأوضاعهم المتردية تزداد سوءا يوما بعد يوم نظرا لانعدام أدنى شروط العيش الكريم أو إمكانية العلاج، خاصة كما سبق الذكر وأن الأب بطال ومريض وعاجز تماما على توفير الأكل أو ثمن الدواء أو العلاج، فللإشارة أن شقيق الفتاة جميلة البالغ من العمر 16 سنة مصاب هو الآخر بداء السكري ويعالج بالأنسولين ورغم ذلك يعمل جاهدا لمساعدة والدته المريضة بالسكري والتي تعمل كمنظفة بالبيوت لجلب لقمة العيش والتكفل بأسرة بكاملها، حيث يعمل كبائع للسجائر وهذا بعد خروجه من المدرسة مبكراً· وتعاني هذه العائلة الفقر المدقع والعوز وهذا ما وقفت عليه (أخبار اليوم) أثناء زيارتها لهذه العائلة ببرج الكيفان والتي يتواجد البيت الذي هو عبارة عن غرفة واحدة والمشيد من الباربان والصفيح بقرب بالمفرغة والتي تفاجئنا بوضعها العصيب، حيث يحاصرها الفقر من جهة والأمراض من جهة أخرى في ظل نقص مدخول ينتشل أفراد هذه العائلة من الجوع والحاجة ناهيك عن الإسطبل الذي يحاصرهم· وما عقد وضعهم أكثر هو أن الطفلة جميلة المريضة بداء خبيث ليست وحدها التي تصارع المرض بل إن والدها أيضا مصاب بالسل والذي نخر المرض جسدها، حاولنا أخذ صورة له لكنه رفض من شدة خجله من حالته المتدهورة وجسده الهزيل الذي أصبح عبارة عن (هيكل عظمي) وهو يصارع المعاناة في ظل انعدام الإمكانيات المادية خاصة بعد إحالته على البطالة مباشرة بعد إصابته بالمرض مما عكر صفو حياة الأسرة بكاملها· وأثناء زيارتنا إلى منزل (حبيبة ·م) وقفنا على الحالة المأساوية التي تعيشها عائلته خاصة الزوجة التي عبرت لنا عن مدى حزنها لحالة زوجها وابنتها وابنها معاً وهما يتألمان أمام أعينها ولا تستطيع مد العون لهما خاصة الطفلة التي فقدت كل الأمل في الشفاء من حالتها الميئوس منها، وفي الأخير ترفع هذه العائلة معاناتها للسلطات العليا في البلاد ترحيلها إلى سكن لائق لاسيما وأن معظم العائلة تعاوني من أمراض مزمنة وهي تصارع الموت ببطء وصمت رهيب، كما تناشد وزارة الصحة والتضامن مساعدتها، وفي السياق ذاته توجه نداءً خاصا لذوي القلوب الرحيمة بمد يد المساعدة والعنوان لدى الجريدة·