قصد تدريبهم على صدّ الاعتداءات العائلات تدخل أطفالها إلى مدارس الرياضات القتالية أضحى تعليم الطفل فنون القتال ضرورة في الوقت الحالي بعد أن تحوّل إلى لقمة سائغة في يد البعض للاعتداء على حقه في الحياة وقتله بأبشع الطرق، بحيث راحت بعض العائلات تبحث عن مدارس تعليم فنيات الرياضات القتالية قصد إدراج أبنائها لاسيما مع اقتراب العطلة، ولا تقصد من ذلك زرع بذرة العنف في الأطفال وإنما لحماية أنفسهم في الشارع والمدرسة بعد ظواهر الاختطاف التي باتت تستهدفهم لاسيما وأن تلك الرياضات ستجعلهم أكثر خفة لمواجهة تلك الاعتداءات. نسيمة خباجة الكاراتي، الجيدو، الكينغ فو، هي من الرياضات التي تقبل عليها العائلات في هذه الفترة وترغب في تعليمها لأطفالها، بحيث ابتعدت عن كرة القدم وكرة السلة خاصة وأن طبيعة الوضع الحالي تفرض على الطفل التسلح ببعض فنون الرياضات القتالية من أجل التصدي إلى الاعتداءات التي تتربص به في كل مكان، وأقبل الأطفال إناثا وذكورا من مختلف الأعمار على تلك الرياضات بمختلف أنواعها ابتداء من 6 سنوات وإلى غاية 16 سنة خاصة وأنها الفئات المستهدفة والتي يقع عليها خيار هؤلاء الخاطفين ما أجبر الكل على الاهتداء إلى بعض الحلول التي من شأنها أن تضمن الدفاع على فلذات أكبادهم وهم في الشارع لوحدهم وتضمن كذلك خفتم في مواجهة بعض المواقف الصعبة لأجل الركض والهرولة وصد أي اعتداء يوجه لهم من طرف الآخرين. التقينا ببعض العائلات على مستوى مدارس تعليم الرياضات عبر العاصمة وسجلنا تهافت أغلب الأولياء على الرياضات القتالية بغية إدراج أبنائهم ذكورا وإناثا لتعلم فنونها خاصة وأن الوضع المتدهور يفرض عليهم ذلك مثلما قالته السيدة رشيدة من باب الوادي، إذ بينت قلقها على فلذات أكبادها ما دفعها إلى ضمهم إلى مدرسة لتعلم فنون مجابهة بعض الأخطار التي تستهدفهم على مستوى الحي والشارع والمدرسة والمسجد، بحيث صار كل مكان مبعث رعب وهلع للطفل يغيب فيه الأمن والأمان، وأضافت أنها ستدرج ابنتها وابنها في رياضة الجيدو لتعلم فنيات الدفاع وتعليمهما الخفة والركض وكيفية مجابهة الأخطار وزرع الفطنة فيهم، خاصة وأن العائلات مجبرة على اتباع كافة الطرق والسبل التي من شأنها إبعاد كل مكروه عن الأطفال الذين لا حول ولا قوة لهم. أما السيد فوضيل فقال إن العائلات وجدت نفسها مجبرة على زرع بذرة العنف بضم أطفالها إلى تلك الرياضات العنيفة نوعا ما لأجل ضمان الدفاع عن أنفسهم ومواجهة آفة الاختطاف التي تطال فئاتهم، ليضيف أنه بصدد تسجيل ابنته في رياضة الكاراتي ووجد أنها تنفعها كثيرا في الوقت الحالي فهي تعودها على الركض والخفة والسرعة وهي من شأنها تعلم حركات تساعدها في الدفاع عن نفسها في الشارع ومجابهة شتى المخاطر التي تمس فئات الأطفال على غرار التحرشات الجنسية والاختطافات. تكلمنا مع السيد عادل مشرف على مدرسة لتعليم الرياضات القتالية من العاصمة فقال إنه بالفعل العائلات في الآونة الأخيرة لم تجد حلا سوى إقحام أطفالها في الرياضات القتالية التي تساعدهم كثيرا في الدفاع عن أنفسهم بالنظر إلى موجة الاختطافات التي يتعرضون إليها والتي تنتهي دوما بأبشع صور القتل والتنكيل بالجثث، وأوضح أنهم بالإضافة إلى تعليم فنون بعض الرياضات يزودون الأطفال ببعض النصائح والإرشادات التي تزيد من فطنتهم كما يبينون لهم الحيل التي يستعملونها في حال التعرض إلى تلك المواقف المفاجئة بحركات رياضية سريعة، ورأى أن ضرورة إدراج الأطفال من مختلف الأعمار في تلك الرياضات أضحت أمرا ملزما ليس لغرس بذرة العنف على اعتبار أنها فنون قتالية وإنما لاستعمالها من طرف الأطفال وقت الحاجة إليها لاسيما وأنها تنفعهم وتزيد من فطنتهم وخفتهم وسرعة تصديهم لبعض المواقف المفاجئة.