الصفيح.. الرطوبة والأمراض تلازمهم منذ 30 سنة بتيبازة قاطنو حي الشهداء ببوسماعيل مستاؤون ويطالبون بالترحيل يعاني عشرات السكان بالبيوت الفوضوية بحي الشهداء بلدية بوسماعيل بتيبازة من الوضعية المزرية التي يعيشونها، بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة كالنظافة، الماء، الغاز والكهرباء بالمنازل التي بنيت بطريقة فوضوية، فضلا عن مشكلة التهيئة المنعدمة التي تشهدها المنطقة، وبالرغم من أن السلطات على علم بالوضعية الكارثية لحيهم إلا أنها لم تتدخل لتزيح عنهم الغبن والبؤس ومرارة الحياة التي قال عنها محدثونا (مزيرية كحلة)، لا مفر منها سوى صرخة عالية لعل وعسى تصل للمسؤولين الذين يتهاونون في معالجة مشاكل السكان الذين يعانون الأمرين منذ عدة سنوات في ظل غياب أدنى التفاتة من طرف المنتخبين.. أكد سكان الأكواخ القصديرية بحي الشهداء، ببلدية بوسماعيل بتيبازة، في حديثهم مع (أخبار اليوم) بأنهم لم يتهاونوا طيلة السنوات السابقة في المطالبة بانتشالهم من هذه الحياة المريرة التي يعايشونها منذ عقد من الزمن، فلقد أودعوا عدة ملفات لدى مصالح البلدية إلا أن الصمت فقط هو ما يتلقونه من طرف المسؤولين.. كما أكدوا لنا بأنهم يعيشون أوضاعا صعبة منذ ما يزيد عن 30 سنة بسبب افتقارهم لأبسط متطلبات العيش بدءا من الماء الصالح للشرب الذي ما يزال أولى مطالب السكان، وبأن تشييدهم للأكواخ والبنايات القصديرية جاء نتيجة انسداد جميع الأبواب أمامهم، مضيفين في نفس الوقت أنهم لم يتلقُوا أي زيارات من مسؤوليهم ليقفوا على حجم المعاناة والمآسي التي يعيشونها، خاصة وأن البناءات التي اتخذوها مأوى لهم لاتصلح أن تكون إسطبلا للحيوانات فأغلبها مصنوعة من الباربان للجدران والصفيح الذي غطى الواجهة، كما أنها تصبح كالأفران في فصل الحر أين تشهد فيها درجات الحرارة أعلى معدلاتها وتؤدي إلى لفح الوجوه، كما تسبب الوضع في حرمان السكان من الاستمتاع بالراحة خاصة في ظل افتقاد المياه، الأمر الذي يضطرهم إلى الذهاب في رحلة البحث عن هذه المادة الضرورية والحيوية التي يكثر عليها الطلب في فصل الصيف، والوضع لا يقل سوءا في فصل الشتاء أين تعرف تلك السكنات المعدمة برودة قاسية، مؤكدين أن السكنات الهشة والآيلة للسقوط بأي لحظة فوق رؤوسهم نتيجة تأثرها بالزلازل المتعاقبة على المنطقة جعلتهم يعيشون جحيما حقيقيا نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات، ضف إلى ذلك هاجس الرطوبة العالية بالسكنات، الوضع الذي أثر سلبا على صحتهم خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصيب أغلبهم بالحساسية والربو ماتطلب الخضوع للمعالجة الطبية. وواصل السكان سرد معاناتهم من خلال الحديث عن مشكل غياب الإنارة العمومية بالحي وانتشار الأوساخ بسبب عدم قيام عمال نات كوم بمهامهم على أكمل وجه، كما أجمعوا على أنها ضرورة حتمية خصوصا ونحن على أبواب موسم الحر، وعليه تجبرهم هذه النقائص على قضاء سهراتهم داخل منازلهم بسبب الظلام الذي يخيم على المنطقة، الأمر الذي حتما ينغص عليهم حياتهم، ناهيك عن مشكلة انعدام النظافة حيث انتشرت الأوساخ والقاذورات بشكل عشوائي في ظل غياب مكان مخصص لرمي الفضلات، والتي صاحبت معها مختلف الحشرات الضارة، كما تسبب في انبعاث الروائح الكريهة، مؤكدين في نفس الوقت أنهم أودعوا ملفات للحصول على سكنات اجتماعية في أكثر من مرة، غير أن مطلبهم لم ير النور لغاية الساعة وهو الأمر الذي مازال يؤرقهم، مشيرين إلا أن الوضع لم يعد يطاق نتيجة المشاكل الجمة التي يعانون منها. وفي ظل الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان الحي القصديري الشهداء رقم 9، يناشد هؤلاء السلطات المحلية التدخل العاجل للنظر في انشغالاتهم وأخذ مطلبهم على محمل الجد في أقرب الآجال، بتوفير بعض الضروريات كالإنارة العمومية مع إعادة تزفيت الطريق وإصلاح قنوات صرف المياه الصحي أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ ماء الوجه وإخراجهم من الحياة الحيوانية التي طالما رفعوا شكاويهم بشأنها.