مع تضاؤل فرص الزواج وتأخر المشروع بالنسبة للجنسين معا باتت أغلب العائلات تتخوف من فوات قطار الزواج على بناتها وراحت تقلص من الشروط، وبعد أن كان عامل السن حاضرا بقوة في السنين الماضية لم يعد له وجود في السنوات الأخيرة، وبتنا نقف على زيجات يتعدى فيها سن الزوج سن زوجته بسنوات عدة بل نجدهما لا ينتميان إلى نفس الجيل، وقد يعلو ويرتفع الفارق السني إلى أكثر من 20 سنة وقصدت الأسر من ذلك عدم تفويت فرص الزواج على بناتهن ولم تعد تجد أي حرج في تزويج بنت العشرين مع ابن الأربعين سنة. كثر هذا النوع من الزيجات في الوقت الحالي بحكم الظروف التي تغيرت، ففي الماضي كان الزواج يتم بين طرفين من نفس الجيل ولم يكن يتعدى سن الرجل سن الفتاة إلا بسنوات قليلة بعام أو عامين وإلى غاية خمس سنوات على الأكثر، لكن اليوم نجد زيجات قد يتجاوز فيها فارق السن عقدين من الزمن ويتم الإيجاب والقبول بين الطرفين على خلاف ما كان في السابق، بحيث كانت الفتاة تشترط أن يكون الزوج متقاربا معها في السن كونه من بين الشروط التي يضمن بها الطرفان التجاوب والتوافق الفكري لضمان حياة سعيدة، لكن حاليا هضمت الأسر كل تلك الشروط وكذلك الفتيات خوفا من تضييع فرص يندمن عنها في الأخير في ظل تقلص فرص الزواج بسبب الأزمات الاجتماعية التي يتخبط فيها الكل منها انعدام العمل والسكن كشرطين ضروريين، بحيث اقتصر الزواج على ميسوري الحال وأصحاب المال أما (الزوالية) فأجل بالنسبة إليهم المشروع إلى إشعار آخر. ولم تجد بعض الفتيات الحل إلا بإلغاء بعض الشروط، بحيث بتن نرى فتيات صغيرات في سن 18 و20 وقد ربطن مصائرهن مع أزواج يكبرهن في السن، ورأين أن ذلك يضمن لهن حياة سعيدة خصوصا وأن الشاب الجزائري لم تعد له المقدرة على تخطي الخطوة إلا بعد عقود من الزمن، وقد نصطدم بعينات بلغت العقد الخامس وتعدته بسنين ولم تتح لها فرصة تخطي الخطوة. اقتربنا من بعض الزوجات وتقصينا فارق السن بينهن وبين أزواجهن فوجدناه ينخفض أحيانا ويعلو أحيانا أخرى منهن السيدة كلثوم في 38 من العمر قالت إن زوجها يكبرها ب 12 سنة فهو اليوم يدق أبواب العقد الخامس وعندما تزوجته كان في سن 42 وكانت هي في العقد الثالث ولم تحدث بينهما أي مشاكل منذ زواجهما، خاصة وأنه يقربها في الجيل وعن رأيها في الفارق السني الكبير بين الزوجين قالت إن الزوج كلما كان كبيرا كلما كان قادرا على تحمل الأعباء الأسرية والمسؤولية الكبيرة الناجمة عن الارتباط، وقالت إنها لا ترفض في يوم أن تخطب ابنتها إلى زوج يكبرها بسنين طويلة. أما السيدة ريمة 30 سنة فقالت إن زوجها يكبرها ب 20 سنة بحيث تزوجته وهي بنت الخامسة والعشرين وكان هو في ال 45 وعلى الرغم من مناهضة الكل لزواجهما إلا أنها وافقت على الزواج من الشخص الذي اختارته كشريك لها، وهي اليوم على أحسن ما يرام خاصة وأنه إنسان متفهم وهادئ ومحترم جدا ولم تندم يوما على الزواج به، وكانت ثمرة زواجهما (بنت وولد)، وقالت إن تلك الأفكار هي أفكار قديمة خاصة وأن الزوج الكبير يكون أكثر نضجا وتحملا للمسؤولية الزوجية. لكن على العموم لا يمكن القياس والتعميم خصوصا وأننا نرى زيجات من نفس الجيل لا يفرق فيها سن الزوج سن زوجته إلا بسنين قليلة حققت النجاح أيضا، والعامل الأقوى يكون في التفاهم والمودة والرحمة التي تكون بين طرفي العلاقة الزوجية.