بلدية القرارة تظاهرة ''عيد أحباس'' تكشف كنوز التراث بغرادية أسدل الستار ببلدية القرارة ولاية غرداية، على فعاليات تظاهرة (عيد أحباس) في طبعتها السادسة التي أشرفت عليها جمعية إحياء التراث وحماية الآثار بالقرارة، وبمساهمة ديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب. شهّدت التظاهرة التي احتضنها النادي الثقافي إبراهيم الشيخ أبو اليقظان، عدة نشاطات متميزة كالمعرض الذي تميّز بعرض الموروث التراثي والتاريخي لبلدية القرارة من خلال الصور التي عرضها حمدي أبو اليقظان إبراهيم وتعود إلى القرون الماضية وخاصة إبان الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى اللوحات الفنية والتشكيلية للفانين أحمد مردوخ إبراهيم وخرفي الناصر وأولاد الحاج مسعود مصطفى الذين أبدعوا وتفننوا في إظهار تاريخ الموروث التراثي والثقافي والفكري الذي تزخر به القرارة، كما كان لديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب مشاركة مهمّة تلخّصت في عرض أهم المعالم التي تزخر بها ولاية غرداية وتاريخها العريق من قبل بداية التاريخ إلى الفترة الإسلامية المبكرة والحديثة، وفي الشق الآخر يبرز المواد التقليدية للبناء مثل الجير، وتمشمت، والطوب، الحجر، ونظم الري التقليدية وكيفية المحافظة عليها. كما نظمت عدة ندوات فكرية، كمحاضرة بن الناصر يحيى إطار في ديوان حماية وادي ميزاب في موضوع التراث المعماري في وادي ميزاب وآليات الحفاظ عليه، والمحاضرة الثانية من قبل الفنان التشكيلي أحمد مردوخ إبراهيم في موضوع القرارة من خلال الصور القديمة والفن التشكيلي، في حين تم تقديم محاضرة أخرى من طرف زلاقي مولود تحت عنوان تطور العمران في القرارة، ثم عرض شريط وثائقي من إعداد ديوان حماية وادي ميزاب يتضمن التراث العمراني في وادي ميزاب، وتمّ تنظيم مسابقة للأطفال الصغار من قبل ديوان حماية سهل وادي ميزاب تتمحور حول تاريخ القرارة، حيث أغلب إجابات الأسئلة موجودة بين جنابات المعرض، حيث تهدف إلى تشجيع الطفل للاطلاع على تاريخ منطقته، لتختتم التظاهرة بتوزيع شهادات مشاركة لكل المساهمين في إنجاح التظاهرة. وفي حديث خاص ل (أخبار اليوم) مع السيد خبزي الحاج موسى رئيس جمعية التراث وحماية الآثار ومحافظ تظاهرة عيد أحباس، قال اغتنمنا شهر التراث لعقد تظاهرة هذه السنة، ولأهمية التراث أعطي له شهر كامل، حيث التراث ينقسم إلى قسمين، مادي أي شيء ملموس والتراث اللاّمادي شيء معنوي، فالتراث المادي ماهو منقول مثل التحف والأواني القديمة يعني الأشياء التي نستطيع أخذها من مكان إلى مكان أو وضعها في متحف، أما التراث المادي غير منقول وهي الآثار، فمثلا لانستطيع نقل منزل أو قصر أو الأماكن الأثرية والتي لانستطيع نقلها من مكان إلى مكان فهي معالم متواجدة في عين المكان، أما التراث اللامادي (معنوي) مثل الأشعار واللغة الميزابية واللباس والحلي، وهناك عدة أشياء ثقافية تعتبر تراثا ولكنه ليس ماديا خاصة إزلوان والحكايات القديمة وكل ما يروى، حيث قال إنهم ركزوا في هذه الطبعة من التظاهرة أكثر على اللامادي على خلاف الطبعات السابقة. وفي سؤال لنا حول الرسالة التي أرادوا تبليغها من خلال هذه التظاهرة إلى المواطن، أجابنا بقوله أنه يعلم بأن كل جيل له موروث كبير تركه خاص به فيجب الحفاظ عليه وتبليغه للأجيال التي بعده، وكذلك الاعتزاز بالمقومات الشخصية والتاريخ لأن الأمة التي تجهل تاريخها فهي بلا مستقبل، وعن آفاق وأهداف الجمعية قال إنشاء متحف خاص يبرز الموروث التراثي لبلدية القرارة نظرا لاستقطابها السواح بدرجة كبيرة، وتكوين مرشدين سياحيين، وتصوير فيلم سيناريو يجمع كل عادات وتقاليد المنطقة. من جانبه السيد بن الناصر يحيى إطار في ديوان حماية سهل وادي ميزاب وترقيته التابع لوزارة الثقافة والذي أسس سنة 1970، وفي حديثه ل (أخبار اليوم) شدد على الحفاظ على التراث الذي تزخر به ولاية غرداية باعتباره كنزا مصنفا من قبل منظمة اليونسكو سنة 1982 فهذه مسؤولية ملقاة على عاتق كل فرد، وفي سؤال لنا حول المواطن والتراث فاختزل أفكاره في هذه الأبيات الشعرية: مررت برسم في شيات فراعني ** به زجل الأحجار تحت المعاول تناولها عبل الذراع كأنما ** رمى الدهر فيما بينهم حرب وائل أتتلفها شلت يمينك خلها ** لمعتبر أو زائر أو متسائل منازل قوم حدثتنا حديثهم ** ولم أر أصل من حديث المنازل