السكان في قمة الاستياء و"المير" يطالب بحلول عادلة 3 أحياء مهددة بالزوال في أولاد فايت لتجسيد مشروع المدينةالجديدة تعتزم مصالح ولاية الجزائر إزالة 3 أحياء لا يملك سكانها عقود ملكية في بلدية أولاد فايت الواقعة غرب العاصمة بهدف استغلال الأراضي المسترجعة في تجسيد جزء من مشروع المدينةالجديدة الذي يتضمن 60 ألف وحدة سكنية، الأمر الذي خلف حالة استياء كبيرة في أوساط قاطني الأحياء المعنية والذين رفضوا رفضا قاطعا هذا القرار الذي وصفوه (بالمجحف) في حقهم في وقت كانوا ينتظرون تسوية وضعيتهم كونهم سكنوا المنطقة منذ سنوات الاستقلال. تفاجأ مؤخرا سكان أحياء البلاطو و حي طريق المزبلة الى جانب حي قايار بطريق بوشاوي في بلدية أولاد فايت بقرار مصالح ولاية الجزائر بإزالة سكناتهم التي اعتبرت فوضوية في المستقبل القريب، بهدف استرجاع القطع الأرضية واستغلالها في برنامج رئيس الجمهورية القاضي بإنشاء مدينة جديدة تتضمن حوالي 60 ألف وحدة سكنية الى جانب مرافق عمومية أخرى، حيث لم يصدق السكان ما تنوي السلطات القيام به وطردهم من سكناتهم التي سكنوها منذ سنوات كثيرة يعود البعض منها الى سنوات ما بعد الاستقلال في وقت كانوا ينتظرون فيه تسوية وضعيتهم السكنية ومنحهم عقود الملكية حتى يوثقوا استفادا تهم من الأراضي التي بنوا عليها منازلهم. وحسبما أكده بعض السكان المتضررين في اتصالهم ب "أخبار اليوم" وبنبرة غضب حادة فإنهم استفادوا من الأراضي هذه التي تعود ملكيتها للدولة منذ سنوات خلت، حيث لجؤوا الى تشييد سكناتهم بعدما اخذوا مشورة البلدية والمسؤولين المحليين آنذاك ولم يتوقعوا يوما أن يمسهم يوما قرار الطرد منها أو تهديمها على الرغم من أنهم لا يملكون عقود الملكية لكنهم بالمقابل يعتبرون من السكان الأصليين في المنطقة ولدوا وتوارثوا هناك أبا عن جد، كما زودوا بشبكتي الغاز والكهرباء ككل المنازل العادية وهو ما أعطى لهم أمل استلام عقود الملكية في وقت ما، قبل أن يصدموا بمشروع بناء المدينةالجديدة في منطقتهم والذي نزل عليهم كالصاعقة خاصة -يضيف السكان- المتضررين أن مئات العائلات ستتضرر من هذا الإجراء. وفي نفس السياق اعتبر ممثل السكان السيد عمروش أنه وبقية القاطنين ليسوا ضد مشروع رئيس الجمهورية الهادف الى التقليص من أزمة السكن في ولاية الجزائر وإنهاء معاناة الكثير من الأسر التي تتخبط في الضيق أو انعدام المأوى أو الإيجار، غير أنهم ضد تجريدههم من شيء اعتبروه حقا لهم و من أراضيهم الفلاحية التي خدموها لسنوات خاصة بعدما سمعوا عن إشاعات نقلهم الى الشاليهات، وحتى لا تنزلق الأمور أكثر يطالب السكان المتضررون السلطات العليا في الدولة الى جانب السلطات المحلية وفي مقدمتها مصالح ولاية الجزائر بإعادة النظر في هذا القرار والاستماع الى انشغالات السكان الذين خرج عدد منهم أول أمس في مسيرة سلمية. للعلم فقد اتصلت (أخبار اليوم) برئيس بلدية أولاد فايت السيد بن يحيى لعرض انشغالات السكان و معرفة رأيه في الموضوع، فأكد انه يسعى من خلال مكانه كمسؤول أول على البلدية والساهر على راحة السكان وبالتنسيق مع المعنيين بالأمر الى إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف حتى يضمنوا حق السكان من جهة و يتيحوا الفرصة لتجسيد المشروع من جهة أخرى، مؤكدا أنه يدرك ويعي جيدا ما يعانيه بعض سكان بلديته والذين سيجدون أنفسهم بين ليلة و ضحاها محرومون من سكناتهم التي آوتهم لسنوات طوال واعتادوا فيها على تربية المواشي والاهتمام بشؤون الفلاحة، وهو ما يفسر رفضهم برنامج إعادة إسكانهم في شقق تعتبر ضيقة مقارنة بما اعتادوا عليه وبعدد أفراد عائلاتهم، واعدا أنه سيقف مع مصالح سكان إقليم بلديته في شتى الأحوال. للإشارة فإن برنامج المدينةالجديدة الذي تعتزم الدولة إنجاز جزء منه في بلدية أولاد فايت الفلاحية يتضمن إنشاء 60 ألف وحدة سكنية الى جانب مرافق عمومية أخرى 50 بالمائة منه سيوجه لفائدة سكان البلدية أي أن الدولة خصصت ما قيمته 30 ألف وحدة سكنية لفائدة القاطنين بالمنطقة.