عن النّعمان بن بشير رَضِيِ اللَّّهُ عَنْهماُ عن النّبيّ صَلَّى اللَّّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا" رواه البخاري. يعتبر الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر صمام آمان المجتمع الإسلامي والقوام الأساسي له والتّهاون فيه يسبب انهيار الأمم والحضارات فوجب الأخذ بيد المقبلين على فعل المنكر وإنقاذهم من الهلاك وهلاك أمتهم . فكل إنسان مقيد بحريّة الغير فلا يجوز له مصادمتها ومع ذلك له جميع الحقوق فهي محفوظة ومصونة في الشّريعة الإسلاميّة ما لم تتعارض معها ومع آدابها وأخلاقها العامة سواء كانت حقوقا اجتماعيّة أو ثقافيّة أو سياسيّة. فالمؤمن كالغيث حيثما وقع نفع، لذلك ينبغي أن يكون موقفه إيجابياً مما يعايشه في واقعه ولا يقف موقفا سلبيا من المنكر ويكون كالإمَّعة، قال "لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن النّاس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن النّاس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا" مسند أحمد. فوائد الحديث: 1- فِي الحديث بَيَان اِسْتِحْقَاق الْعُقُوبَة بِتَرْكِ الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ والنهي عن المنكر. 2- . َتَبْيِين الْعَالِم الْحُكْم بِضَرْبِ الْمَثَل، ليكون أبلغ في البيان 3- وُجُوب الصَّبْر عَلَى أَذَى الْجَار إِذَا خَشِيَ وُقُوع مَا هُوَ أَشَدّ ضَرَرًا، وَأَنَّهُ لَيْسَ لِصَاحِبِ السُّفْل أَنْ يُحْدِث عَلَى صَاحِب الْعُلْو مَا يَضُرّ بِهِ. 4- فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه سبب للعصمة والنجاة. 5- أن سلامة القصد غير كاف لصحة العمل وصوابه، بل لا بد أن يكون موافقاً للشرع، ومراعياً لما جاء به من القواعد والضوابط. ناصر الدين خالف إمام خطيب مسجد عرفات بن عكنون الجزائر