شيوخ ونساء "عمارات الموت" بباب الوادي يستغيثون: أنقذونا من الهلاك تحت الأنقاض عايش سكان عمارة إبراهيم غرافة بباب الوادي، في الجزائر العاصمة، خلال الأسبوع الماضي خطرا كبيرا، بعد أن فروا باتجاه الشارع على إثر انهيار أجزاء كبيرة من بقايا شققهم بهذه العمارة التي تحوّلت إلى مجرد هيكل بفعل تقلبات الطقس القوية التي اجتاحت العاصمة في الآونة الأخيرة... أصبح من المستحيل على سكان عمارة إبراهيم غرافة بباب الوادي الاستمرار بالعيش في مثل هذه الظروف خاصة خلال التقلبات الجوية الأخيرة، فلقد تحوّلت شقق العمارة إلى ما يشبه المستنقع الكبير أو وادي الحراش على حد تعبير السكان خلال تساقط الأمطار الأخيرة. حقيقة مأساوية تطبع يوميات 9 عائلات في باب الوادي منذ أكثر من ثلاث سنوات، داخل عمارة توصف بعمارة الموت، فلا يمكن لأي كان أن يلجها خوفا من انهيارها المفاجئ والمحتمل في أي لحظة، إلا أن هذه العائلات أرادت إيصال ندائها عبر (أخبار اليوم) التي تلقت استغاثتها بعد أن وجدت نفسها محاطة بالموت من كل جانب، إلا أنها آثرت من جانبها المخاطرة لانعدام مأوى آخر بعيدا عن هذه الظروف الكارثية، فهذه العائلات أجبرت على احتمال الأسوأ واللجوء إلى استخدام حتى المطريات داخل منازلها للاحتماء من الأمطار المتسربة من الأسقف المتهدمة بشكل كلي.. وحسب بعض أفراد هذه العائلات فإن الأمطار الأخيرة تسببت في مضاعفة الوضع داخل العمارة التي لم تحتمل الكميات الكبيرة المتهاطلة من الأمطار، ولأن العمارة يعود تاريخ إنشائها إلى السنوات الأولى للاستعمار فإنها مرت بكل الظروف الطبيعية، وفي ظل عدم وجود أية عملية ترميم أو إعادة تهيئة فإنه كان من العادي أن تنهار تدريجيا، خاصة خلال فصل الشتاء الماضي والذي عرف تقلبات جوية عاصفة بالعاصمة وما جاورها، فلقد أجبرت العائلات على قضاء ليالٍ كاملة في العراء بعد أن تسربت مياه الأمطار إلى داخل الشقق التي انهارت أسقفها وحتى أعمدتها، ورغم استنجادها بالسلطات المحلية إلا أنها تركت لوحدها تواجه مصيرها المحتوم، فلم تستقبل في عمارة الموت إلا الدرك ومصالح الحماية المدنية، هذه الأخيرة التي أصبحت زائرا دائما لهذه العائلات بالنظر إلى حالة العمارة المتدهورة للعمارة والتي عاينتها (أخبار اليوم) عن قرب، حيث تحوّلت إلى نقطة سوداء في باب الوادي تضاف إلى قائمة النقاط السوداء التي تضمها المنطقة، حيث تضم باب الوادي لوحدها 400 عائلة تعيش تحت الخط الأحمر في بيوت آيلة للسقوط في أية لحظة، خاصة أن باب الوادي أصبحت تعيش في حالة هلع كبيرة خاصة بعد الأمطار الطوفانية التي تساقطت الأسبوع الماضي، والتي كادت أن تتسبب في كارثة أخرى كالتي وقعت خلال 2001..