من واجب الفرد اتجاه المجتمع الذي يعيش فيه، بأفراده ومؤسساته، بالأشخاص المقربين من أسرة وأقارب وأبناء حي، وحتى الغرباء والذي لم ولن يلتقيهم إلا مرة واحدة في حياته، من واجبه أن يحترم كل هؤلاء. لكن ذلك الاحترام قد لا نجده عند أشخاص كثر ممن لا يهتمون لا براحة الغير ولا باحترامهم، فتجدهم يفعلون ما يحلو لهم، دون أن يفكروا في أن تصرفاتهم قد تؤذي بشكل او بآخر أشخاصا آخرين، وهم سائقون يزعجون غيرهم في الأحياء التي يسكنونها وحتى في أماكن أخرى، بمختلف التصرفات التي تسبب إزعاجا كبيرا، ومنها منبهات الصوت التي يستعملها بعض السائقين في غير أماكنها ولا أوقاتها، وهو ما يحدث عادة شجارات بين الأشخاص وحتى الأسر، مثلما ما حدث مؤخرا بشارع الحصان الأبيض بالأبيار، حيث توقف احد السائقين بسيارته، وراح ينادي صديقه عبر منبه الصوت، وهو ما أثار حفيظة الجيران، الذين استاءوا من الوضع، خاصة وان الوقت كان قد تأخر، فقد شارفت الساعة على بلوغ الواحدة صباحا، فما كان من احد سكان العمارة، والذي استيقظ مذعورا على صوت المنبه الذي جعله يفقد الرغبة في النوم، وخرج إلى الشرفة ليؤنب السائق، لكن هذا الأخير وعوض أن يعتذر عما بدر منه، راح يصرخ بأعلى صوته ويقول بأن الشارع ليس ملكا لأحد، وأن لا حق لأي كان أن يملي عليه تصرفاته، فهو شارع رئيسي، وليس حيا فرعيا، وهو ما يجعله، يضيف السائق، في منأى عن كل الانتقادات التي يمكن أن تطاله، وبعد هذا الردّ العنيف من طرف السائق، لم يجد الساكن أمامه إلا أن ينزل ليؤدبه، فخرج إليه وخرج صديق السائق وبعض سكان العمارة الآخرين، وانتهى الأمر بأن وقع شجار بين الجميع، بل وكاد الأمر يتخذ منحنى خطيرا بعد أن اخرج السائق سكينا، إلاّ أن الأمور بعدها هدأت. حادثة مشابهة وقت في احد أحياء باب الواد، حيث قدم شخص في ساعة الصباح الباكر، وعوض أن يتصل بصديقه او أسرته التي تسكن بالحي، راح يشغل منبه السيارة والذي اصدر صوتا اقل ما يقال عنه انه مزعج خاصة وان ذلك في اليوم الأخير من رمضان، وكان الناس في تلك الساعة المبكرة على الأرجح نائمون، فاستيقظوا على تلك الأصوات، وخرج بعض الشباب إلى السائق ودون أن يطلبوا منه أن يتوقف تهجموا عليه بالشتم، وبعد أن رد عليهم راحوا يضربونه، وفعلوا ذلك مباشرة، لأنه يفعل ذلك بشكل يومي، وفي كل مرة يتحدثون فيها إليه يتوقف لكنه يعود في اليوم الموالي ويثير نفس المشكل، حتى يئسوا من أسلوب الحديث معه، وفضلوا في ذلك اليوم أن ينتقلوا إلى التصرف معه بطريقة أخرى، فكان ان خرجوا إليه وأدبوه على فعلته تلك.