عرفت الأسواق الشعبية بالشلف، في الآونة الأخيرة إقبالا كثيفا من طرف المواطنين تحضيرا للشهر الكريم الذي لا تفصلنا عنه إلا ساعات قليلة، فرغم غلاء الأسعار إلى أن سكان الشلف وجدوا أنفسهم مجبرين على قضاء حاجاتهم في انعدام البديل.. ككل سنة يعرف اقتراب شهر رمضان الكريم نكهة خاصة وتحضيرات منقطعة النظير تزيد من الأجواء العامة ذوقا متميزا وفريدا من نوعه على عكس الأشهر والمواسم الأخرى لما لهذا الضيف العزيز والمبارك من خير وبركة، يزور العائلة مرة في كل سنة والعالم العربي كافة. إذ تختلف التحضيرات بهذه المناسبة باختلاف العادات والتقاليد والمعتقدات لدى العائلة الجزائرية البسيطة، للأهمية الكبيرة التي يحظى هذا الأخير في المجتمعات الإسلامية بصفة عامة، وفي المجتمع الجزائري بصفة خاصة، فهناك بعض العائلات يستهويها تجديد كل الأواني الخاصة بالطبخ والأكل والشرب على حد سواء مما قد يقود البعض إلى المبالغة في شرائها واقتنائها بمختلف الأحجام والأنواع والبحث الدؤوب عن النوعية الجيدة الموجودة في السوق سيما الفخار منها الذي ينال حصة الأسد ويكثر عليه الطلب، ولا يرتبط الأمر بالعائلات الثرية أو المترفة التي تحبذ الظهور في أبهى حللها خلال الشهر الفضيل من أجل التباهي والتفاخر أمام الأهل المدعوين إلى الإفطار أو إلى السهر، لكن هذه الظاهرة عرفت انتشارا كبيرا عند الكثير من العائلات البسيطة والتي تتعمد تجديد طاقم الأواني في هذا الشهر كمناسبة خاصة لابد من إحاطتها باهتمام أكبر، وحتى تضفي عليه طابعا مميزا، كما تعتمد بعض العائلات على هذه العادة إيمانا منها بجلب الفال الحسن واستقباله بكل الجوارح وبكل ما تحمله الكلمة من معان للترحاب بهذا الشهر المميز. وفي جولة قادت أخبار اليوم إلى إحدى الأسواق الشعبية تقربت من خلالها من إحدى السيدات اللواتي صادفناهن وهي تقتني بعض المستلزمات تقول في ذات السياق بأن تجديد الأوانى كلما حل شهر رمضان من كل سنة يريحها وهو عادة تعودت العائلة عليها منذ زمن بعيد ولا تستطيع أن تتخلى عن هذه العادة التي تحرص على توريثها لأبنائها وأحفادها وهو أمر طيب ومستحب في نظرها يجلب الفال الحسن ويبعد الروتين الممل، وليس في الأواني فقط بل حتى في تجديد الأفرشة ما يسمى ب (الشورى) لتزين البيت حتى يعطي لمسة جديدة لاستقبال الضيف الكريم وكذا لتغير نمط ترتيب المنزل كليا، مضيفة أن أيام الشهر الفضيل ليست كسائر الأيام الأخرى لذا لابد من التحضير الجيد لإحيائها. من جهتها ترى السيدة (ذهبية .ت) من مدينة الشلف أن تجديد الأواني يضفي على طاولة الإفطار حلة جديدة تفتح الشهية للأكل، كما أن هذه الطريقة أحسن وسيلة لاستقبال شهر رمضان الكريم، مضيفة أن التجديد يمس كل مستلزمات المطبخ وتفضل عدم استعمال أواني رمضان الماضي. فرغم التأييد الكبير والانتشار الواسع الذي تعرفه هذه العادة وسط العائلات الجزائرية إلا أن البعض من العائلات ترى فيها إسرافا خاصة أن هذا الشهر هو شهر الرحمة، لهذا ترى هذه الأخيرة عدم جدوى التجديد إذا كانت مستلزمات رمضان الماضي سليمة ولابأس بها.