يعاني أصحاب الأمراض المزمنة من مشاكل صحية متعددة تكون سببا في الكثير من الأحيان في حرمانهم من مزاولة نشاطهم بصفة عادية ومنها الصوم، ونحن في شهر رمضان الكريم نجد البعض من هؤلاء يتعمدون صيام رمضان بالرغم من النصائح الطبية التي تفيد بضرورة الإفطار، وفي الإطار سلطنا الضوء اليوم على صوم المرأة الحامل وما يعترضها من مخاطر. يشرف شهر رمضان الكريم بنكهته الخاصة على الانتهاء، حيث يحرص الصغير والكبير على صيام نهاره وقيام لياليه، حيث تواجه بعض النساء الحوامل صعوبات كثيرة أثناء فترة الحمل منها التعرض إلى الضغط الدموي إلى جانب ما يسمى بسكر الحمل الذي يبقى ملازما للمرأة إلى غاية وضع المولود، وخاصة في فصل الصيف الذي تزامن مع شهر الصيام والحر، حيث يكثر الإقبال على تناول السكريات منها السوائل التي تساهم بدرجة أكبر في رفع نسبة السكر في الدم. في هذا الشأن تنصح أخصائية التوليد السيدة (حنبلي نسيمة) بضرورة خضوع المرأة الحامل لبرنامج غذائي متكامل لتجنب وقوعها في أعراض قد تحرمها من الصوم وخاصة النساء اللواتي يفتقدن للمناعة. ومن جهة أخرى فقد عرفت سكر الحمل على أنه يحدث نتيجة ارتفاع نسبة السكر أثناء الحمل فقط ليختفي فور وضع المولود مباشرة نتيجة النسبة العالية جدا من الهرمونات الاستيرويدية أثناء الحمل تقلل من استجابة السكر للبنكرياس وهرموناته، هذه الأخيرة تساعد وبشكل واضح على إفراز نسب عالية من السكر التي تنتقل من الكبد إلى الدم وتتسبب في إعاقة دخول السكر إلى خلايا الأنسجة مما يؤدي إلى تمركزه في الدم. ويتم تشخيص هذا المرض ابتداء من منتصف الشهر الخامس أي خلال الأسبوع السادس والعشرين، وذلك بالقيام بتحليل للسكر لكل النساء الحوامل وخاصة بالنسبة للنسوة اللواتي شهدت مراحل حملها الأولى نسبة ارتفاع للسكر، أو بالنسبة للنساء اللواتي تم إنجابهن لأطفال بأوزان كبيرة فوق الأربعة كيلو غرام، والأمر نفسه بالنسبة للحامل المريضة التي تعاني من السمنة وزيادة الوزن أو بالنسبة لهؤلاء اللواتي يكون تاريخ عائلاتهن حافل بحاملي مرض السكري. وأضافت أنه على كل امرأة حامل تظهر عليها أعراض المرض أن تباشر بالإجراءات الوقائية التي يمكن أن تجنب هذا المرض، من خلال اتباع نظام يسمح بتنظيم الوجبات الغذائية المتناولة والتقليل من السكريات، هذا في حالة عدم التأكد من المرض. أما في حالة ثبوته فأوجب ذلك اتباع حمية غذائية التي يتم تحديدها حسب وزن كل امرأة والتي تكون الأمل الأول في تحقيق العلاج، وفي حالة فشل الحمية وجب تدخل الطبيب من خلال حقن الأنسولين والذي تحدد جرعته حسب مقدام السكر الموجود في الدم. وفي حالة المرضى بداء السكري من قبل والتي تعالج بواسطة الحبوب فهنا الأمر يختلف، إذ يجب أن تحول فورا للأنسولين حين تكتشف بأنها حامل، وذلك للخطر المحدق بالجنين وتأثيرات الحبوب عليه. وللإشارة فإن الطبيب المشرف على مرضى سكري الحمل يكون اختصاصيا بالغدد الصماء بالتعاون مع أطباء آخرين في عيادات الحوامل، حيث يتم إجراء تحليلات دورية لنسب السكر ومتابعة دقيقة للجنين عن طريق الأشعة التليفزيونية متبوعة بتخطيط القلب ومتابعة وزن الجنين، وتتواصل هذه الفحوصات والتتابعات إلى غاية يوم الولادة لأن عدم خضوع المرأة الحامل للعلاج يعرض حياة الجنين للخطر من خلال زيادة وزنه وجسمه في التضخم مما يؤدي إلى إصابته بانخفاض السكر، لأن غدة البنكرياس عنده تبدأ في الاستجابة للسكر الزائد في دمه من خلال إفراز كميات من الأنسولين التي تشكل خطرا كبيرا على حياة الجنين هذا فيما يخص الأشهر الأولى من الحمل. وأضافت المختصة في السياق نفسه (أن خطورة هذا المرض لا تتوقف عند هذا الحد وإنما تستمر إلى غاية الأشهر الأخيرة من الحمل، حيث تتأثر المشيمة وأوعيتها الدموية نتيجة استمرار ارتفاع السكر أين تبدأ مرحلة العجز المشيمي التي تنعكس سلبا على الجنين لاسيما في نموه، أما فيما يخص الولادة فإنها ترتبط بنسبة السكر الموجود عند المرأة الحامل فإذا كانت تتحكم في هذه النسبة فإنها ستكمل الشهر التاسع من غير خوف حتى وإن كانت ممن يستعملون الأنسولين، أما إن كانت عكس ذلك فقد يضطر الطبيب إلى إدخال الحامل للطلق الصناعي في منتصف الشهر التاسع من أجل أن تكون الولادة طبيعية ولكن في مثل هذه الحالة التي تعاني فيها الأم من سكري الحمل فيفضل أن تخضع للولادة القيصرية حماية لحياة الأم والجنين معا).