كثرت في الآونة الأخيرة الأخبار المستقاة عن صفحات المسؤولين والسياسيين في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، وفي كثير من الأخبار بتنا نجد عبارات من قبيل (صرح المسؤول عبر صفحته في تويتر) أو (أكد الحزب في صفحته على فيسبوك). غير أن كثرة الحسابات الوهمية وتزايد أعدادها يوما بعد الآخر، تجعل تتبع تصريحات المسؤولين في صفحاتهم الأصلية أمرا معقدا يستهلك وقتا وجهدا. فعند البحث عن صفحة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي لا يملك إلا حسابا واحدا حقيقيا بأحرف اسمه بالإنجليزية في تويتر على سبيل المثال، ستظهر للمتابع عدة حسابات وهمية تحمل نفس الاسم ولديها عشرات آلاف المتابعين. لكن بدورها حرصت شركة تويتر على إيجاد حل لتلك المشكلة، وذلك من خلال وضع علامة اعتماد زرقاء بجانب اسم العضو للدلالة على أنه حساب حقيقي، وقد حلت تلك الفكرة مشاكل الانتحال الجمة وسرعان ما لجأت مواقع التواصل الأخرى مثل فيسبوك وغوغل بلس لاعتماد تلك الطريقة أيضا. حسابات مزورة وبرغم معرفة مستخدمي تويتر بأن كثيرا من صفحات المسؤولين والزعماء مزورة، فإنهم يحرصون على متابعتها، فالصفحة الوهمية المعنونة باسم (باراك حسين أوباما) يتابعها أكثر من 250 ألف شخص. أما صفحة (بشار الأسد) الملفقة فلديها أكثر من 75 ألف متابع بجانب كثير من الأمثلة المشابهة. ويكمن السر في ذلك أن القائمين على تلك الصفحات الوهمية يحرصون على تقمص صفات السياسي أو القائد الذي تنشأ الصفحة باسمه، ويكتبون التغريدات بما يتوافق مع نهجه السياسي، لكن بأسلوب ساخر وهزلي يثير فضول الناس ويشدهم لمتابعة الصفحة. ومن الأمثلة على ذلك تغريدة في الحساب الوهمي المعنون باسم (بشار الأسد) تقول تعليقا على سقوط مطار منغ العسكري في حلب بيد المعارضة السورية (مطار منغ ليس مطارا حربيا.. بل مطار لزراعة البطاطا والبندورة ولا تطير فيه سوى العصافير والتماسيح). كما أن تغريدة أخرى على الحساب ذاته تقول (انتهيت قبل قليل من تسجيل فيديو صلاة العيد.. سيُذاع على الفضائية السورية أول أيام العيد). مستجدات سياسية ويبدو أن إنشاء هذه الحسابات مرتبط بشكل أو بآخر بما يحدث من مستجدات سياسية على الساحة، فعلى سبيل المثال ما إن تم عزل الرئيس المصري محمد مرسي وتعيين الرئيس المؤقت عدلي منصور مكانه حتى ظهرت عدة حسابات وهمية باسم الرئيس المؤقت تغرد بذات الأسلوب الساخر. ويحرص أصحاب هذه الحسابات الملفقة على التغريد بشكل متتابع مع الأحداث الراهنة بالتعليق عليها أولا بأول، في حين تظهر ردود الفعل من المتابعين بأشكال مختلفة (فيغضب البعض ويسخر الآخر ويؤيد هذا ويشتم ذاك وكأنه يخاطب الشخصية نفسها). ففي الحساب الملفق ل(عدلي منصور) تغريدة تقول (سيرى المصريون أن الإرهاب محاصر وأن الدولة تتعامل معه بكل قوة، ومهمتي ثقيلة جدا ولم أتوقع أن أتولى الرئاسة، إنها إرادة الله). فيرد عليه أحدهم بتغريدة (نعم الأمر واضح جدا.. انقلاب عسكري واضح لكل ذي بصيرة). ويصيح مغرد آخر (لماذا لا تعد المصريين بالعمل على توفير حياة كريمة بدلاً من أن تعدهم بمحاربة الإرهاب). ورغم ما يسببه انتحال حسابات الزعماء من تشويش وإرباك للباحثين عن المصداقية والمعلومة الحقيقية، فإن الكثيرين يرون فيه فنا أبدعته الشعوب للتعبير عن رأيها.