بيعها العشوائي يهدد العيون موضة العدسات اللاصقة "تسحر" البنات اختلفت ألوان عدسات العين التي باتت تتهافت عليها البنات في الفترات الأخيرة وتنوعت بين ألوان مختلفة منها الخضراء والزرقاء والبنفسجية والرمادية وألوان أخرى لا تخطر ببال أحد، ولم تعد تستعمل في الحفلات والولائم للظهور بمظهر جذاب، بل صارت تستعملها النسوة في خرجاتهن اليومية العادية، واشتهرت كموضة رائجة بين البنات والأوانس والسيدات، وأقبلن عليها تأثرا بما تذيعه الفضائيات وتروج له. كان يقتصر استعمال العدسات كما سبق وأن ذكرناه في الأعراس من طرف العروس، ولم تكن مستعملة بالشكل الواسع مثلما هي عليه الآن، لكن انتشار تجارتها جعل الفتيات يقبلن عليها ولم تعد تباع عند مختصين في ترويج النظارات الطبية كموضع طبيعي لترويجها، بل بات تسويقها تطبعه العشوائية وأضحت تعرض بمحلات عمومية مثلها مثل أي بضاعة أخرى على الرغم من حساسية المنطقة التي تستعمل فيها. فاستعمالها بات يوميا من طرف بعض النسوة وبتن يظهرن بألوان عيون تخالف طبيعتهن عبر الشوارع مما يلفت انتباه الكل، خصوصا وأن هناك فرقا كبيرا بين اللون الطبيعي للعيون وبين تلك الألوان المصطنعة. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المنتميات إلى الجنس اللطيف من أجل رصد آرائهن ومدى تجاوبهن مع موضة وضع العدسات اللاصقة فتباينت آراؤهن بين مؤيدة لوضعها من أجل تحسين المظهر أكثر وبين رافضة لذلك. منال في العشرينيات قالت إنه وعلى الرغم من تتبعها للموضة إلا أنها لا تعجبها موضة العدسات التي أضحت منتشرة كثيرا بين الفتيات وحتى السيدات، بحيث يظهرن بألوان عيون مخالفة للونها الطبيعي، وفي بعض الأحيان لا يتوافق لون العيون مع لون البشرة وبدل تحسين الصورة يكون العكس، وختمت بالقول أنها راضية على خلقها والله تعالى خلقنا في أحسن صورة وترى في وضع العدسات تغيير لخلق الله تعالى. أما صبرينة طالبة في الحقوق فقالت إنها ترفض الفكرة جملة وتفصيلا ورأت أن تلك الموضة هي تسريب من الغرب إلى مجتمعنا الإسلامي المحافظ وهي تدهش لاستعمالها الواسع من طرف البنات وخروجهن بها على مستوى الشوارع وأضحت مثلها مثل وضع الماكياج ورأت في ذلك مبالغة كما أن في السلوك تمهيد لفتح باب المعاكسات عبر الشوارع. كوثر مقبلة على الزواج قالت إن الكثيرات نصحنها باستعمال العدسات التي تلائم لون بشرتها لخطف الأنظار يوم الزفاف فرفضت وفضلت لون عيونها الطبيعي لاسيما وأنها تناهض مثل تلك الموضات الغريبة التي لحقت مجتمعنا. اقتربنا من بائع نظرات لرصد كيفية تسويق العدسات فأجاب أنه يختص في بيع العدسات الطبية التي تصل إلى 1 مليون سنتيم كونها عدسات مضمونة وتساعد على الرؤية بالنسبة لمن يعانون نقصا في البصر وأرادوا استبدال النظارات بما هو أيسر وأسهل، وعن تلك المنتشرة بالأسواق والمحلات قال إنها مخصصة أكثر للزينة وأضحت تباع بأبخس الأثمان وتصل إلى 1000 دينار وأقل، إلا أن أغلبها غير أصلي ومن الممكن جدا أن يؤثر على منطقة العين، ورواج الموضة جعل البنات يقبلن عليها بطريقة جنونية ولا يهمهن سوى الظهور بألوان جذابة لا غير من دون النظر في إفرازات التسويق العشوائي لها. أما إذا نظرنا إلى الأمر من الناحية الشرعية فقد اختلف العلماء المعاصرون فيها فمابين محرم لها لأنها تغيير لخلق الله، ومابين مجوز لاسيما إذا كانت المرأة محتاجة لذلك لكون نظرها قاصرا فتحتاج لتقويته أو لكون عينها مشوهة فتحتاج لتجميلها فهذا لا بأس به، إلا أن تركها أحسن لأن بقاء الشيء على طبيعته أولى ولأن في ذلك إضاعة مال وإضاعة وقت وفق عملية تركيبها وتنزيلها، أم أنها هذه العدسة تجعل العين شبيهة بعين البهائم كعين الأرنب وما شابه ذلك وهو ما نراه متفشيا وللأسف فهذا حرام لأن التشبه بالبهائم لم يقع إلا في مقام الذم.