عدسات لاصقة مقلدة لماركات عالمية تهدد بصر المهووسين بتغيير لون العينين حذر عدد من المختصين في علم البصريات بقسنطينة من ظاهرة رواج العدسات اللاصقة المقلّدة، مشيرين إلى تسجيل تزايد الماركات المريبة و المجهولة المصدر و التي طال استعمالها حتى من قبل الأطفال، لأسعارها البخسة التي لا تزيد عن 1000دج. و تحدث البعض عن تفاجئهم بعد اعتمادهم على بيع عدسة «فريش ولوك» التي عرفت إقبالا كبيرا من قبل الزبائن و رواجا سريعا بالأسواق المحلية لجودتها من الشكاوي المتزايدة للزبائن من نفس المنتوج الذي طاله هو الآخر التقليد حسبهم. و قال مختص بمحل «نات أوبتيك» بمدينة قسنطينة بأنهم أوقفوا بيع هذا النوع من العدسات بعد وقوفهم على حقيقة الغش من خلال تكرار شكاوي الزبائن، مشيرا إلى الفوضى الذي يشهدها مجال علم البصريات و حرفة النظاراتي في ظل غياب الرقابة و الانتشار المقلق للسلع المقلّدة. و تعجب من قلة وعي الكثير من المواطنين و مجازفتهم بنعمة البصر من خلال انسياقهم غير العقلاني وراء المنتوجات المنخفضة الثمن دون التمييز بين السلع الحقيقية و المغشوشة ، مستشهدا بعدسات لاصقة تحمل ماركة «شانيل» تتجوّل بأسواق بقسنطينة ، تباع بسعر يقل عن 4000دج في حين أن سعرها الحقيقي بالعملة الصعبة يفوق ال40أورو أي ما يعادل ال5000دج. و أجمع عدد من أصحاب محلات بيع النظارات الطبية و العدسات اللاصقة على أن أكثر الزبائن يسيئون استعمال العدسات اللاصقة و لا يحترمون المدة المحددة لصلاحيتها، بالإضافة إلى عدم احترام شروط نظافتها، و هو ما بيّنه بعض المختصين في طب العيون من خلال تأكيدهم تضاعف حالات حساسية العين و غزارة الدموع لدى مستعملي العدسات محذرين من خطر التقليد الذي لم يستثني المواد المخصصة لتنظيف و صيانة العدسات. أطباء يتحوّلون إلى باعة تعرف تجارة النظارات الطبية و العدسات اللاصقة حالة من الفوضى بالأسواق أكد أصحاب المهنة أنهم لم يشهدوا مثلها من قبل، معترفين بعدم تلقيهم أو خضوع محلاتهم أو سلعهم لأي رقابة لا من فرق مديرية الصحة و لا من مديرية التجارة، حيث انتقد بعض ممن تحدثنا إليهم الوضع الذي آلت إليه مهنة إعداد و بيع النظارات الطبية و الشمسية من بزنسة صارخة بعد اقتحام متطفلين على المجال بحثا عن الربح السريع و الذي وجدوه في السلع المقلدة. و علّق أحدهم «الحلاق و البناء...و غيرهم تحصلوا على دبلومات في علم البصريات دون خضوعهم للتكوين». و ذكر آخر أن ثمة أطباء لم يكتفوا بأداء دورهم في المعاينة و الفحص و إجراء العمليات الجراحية بل راحوا ينافسون أصحاب المهنة في بيع النظارات و العدسات اللاصقة ، مؤكدا وجود أطباء يبيعون عدسات طبية لمرضاهم بضعف سعرها الحقيقي بالمحلات بعد إقناعهم بأنهم يستوردونها خصيصا و حسب الطلب، في حين أنهم يقتنونها من محلات عادية و لا يتعاملون مع مخابر معروفة في هذا المجال كما يدعون. «السيروم» و ماء الحنفية بدل المستحضر الخاص و تحدثت الدكتورة بلباشا بن عيسى /مختصة في طب العيون/عن مجازفة البعض ببصرهم من خلال استعمال عدسات مخصصة ليوم واحد لأكثر من يومين رغم التشديد على ضرورة احترام المدة المحددة على علب المنتوج. و أضافت بأن سوء الاعتناء بالعدسة قبل و بعد استعمالها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان البصر، مشيرة إلى بعض العادات السيئة التي تعكس حالة اللاوعي و عدم تقدير الخطر عند البعض كالنوم بالعدسات أو وضعها و نزعها دون غسل الأيدي مسبقا مؤكدة تسجيل أعراض خطيرة عند بعض المرضى ممن لجأوا إلى غسل العدسات بماء الحنفية و هو ما عرضهم لالتهابات تسببها ميكروبات و فطريات قالت أنه من الصعب علاجها و كشفت عن تسجيل مضاعفات وصلت إلى حد التقرحات في القرنية و التي استدعت تدخلات جراحية مستعجلةّ. و انتقد بعض المختصين مستوى التهاون و العادات السيئة التي تطبع سلوك الكثيرين من هواة استعمال العدسات الملوّنة و على رأسها عدم استعمال المواد المخصصة للحفظ و استبدالها بسوائل أخرى كالمصل»سيروم»الظاهرة التي وصفوها بالكارثية لعدم نجاعة هذه المادة في تنظيف العدسة و حمايتها من الميكروبات. فتيات يتبادلن عدساتهن و من أغرب الظواهر المسجلة في أوساط مستعملي عدسات الزينة و التي تكرّر ذكرها من قبل الباعة تبادل الزبونات للعدسات فيما بينهن، حيث ذكر صاحب محل للنظارات الطبية بالطريق المتفرّع عن شارع «سي عبد الله»بأنه سجل مرارا عمليات تبادل الفتيات للعدسات فيما بينهن و قال مندهشا»منذ يومين فقط اشترت إحدى الزبونات عدسات جديدة و بدل أن ترمي القديمة قدمتها لصديقتها التي ارتدتها على الفور». نفس الموقف تحدثت عنه بائعة بمحل للنظارات بحي عبان رمضان معلّقة « باتت العدسات أشبه بإكسسوار تزيين مشتركة»تأكيدا على انتشار الظاهرة التي انتقدها الأطباء المختصون و حذروا منها لما قد تسببه من مضاعفات قد تؤدي إلى فقدان البصر. هوس العيون الفاتحة يطول الأطفال أشار عدد من المختصين إلى تزايد الاهتمام لدرجة الهوس بتغيير لون العيون في أوساط الفتيات بشكل خاص، حيث قال بعضهم تعاملهم مع زبونات يقتنين عدسات بمختلف الألوان مرتين على الأقل كل أسبوع، مؤكدين انتقال عدوى حب تغيير لون العيون لا سيّما إلى اللون الأخضر، الأزرق و الرمادي إلى الأطفال و المراهقين. و ذكرت صاحبة محل «ندا أوبتيك» بأن عدد من زبائنها من فئة الأطفال و تلميذات بمرحلة التعليم المتوسط، وأن معظم الطلبات باتت تخص العدسات الطبية أكثر من النظارات عند فئة الشباب لاستمرار ظاهرة الانزعاج و عقدة نقص البصر مجتمعنا. مريم/ب