اشتكى عدد من مواطني بلدية بئر خادم والبلديات المجاورة من سائقي الحافلات القادمين من بلدية باش جراح والمتوجّهين إلى محطة نقل الحافلات الرئيسية ببلدية بئر خادم، حيث أن سائقي الحافلات يقومون بإنزال الركّاب قبل أن يصلوا إلى الموقف الرئيسي، أي في موقف متوسطة بئر خادم بحجّة وجود ازدحام السيّارات في الطريق المؤدّي إلى محطة نقل الحافلات ببلدية بئر خادم، الأمر الذي جعل الركّاب يتذمّرون من هذه الوضعية التي تؤرّقهم يوميا وكلّ صباح. كما اشتكى المواطنون من استغلال سائقى المركبات العامّة لهم، والأمر الذي زاد الطين بلّة هو أنهم لا يوصلون المواطن حيث يريد، أي إلى المحطة الرئيسية فقط وإنما يفرضون عليهم أن يدفعوا نفس تذكرة المواصلات التي يدفعونها إذا أوصلهم سائق الحافلة إلى المحطة ولا ينقصون من ثمن التذكرة التي هي 20 دج من بلدية باش جراح إلى بلدية بئر خادم حسب تعديل أسعار النقل الجماعي الذي حدّدته وزارة النقل، مستغلّين تأخّر الوقت وحاجة المواطن إلى المواصلات. وبالتالي يجد المواطن نفسه ذاهبا سيرا على الأقدام إلى المحطة في حين يكون قد دفع تذكرة الحافلة، أي أنه لم يستفد أيّ شيء وراء هذا أو أنه يستقلّ حافلة أخرى تتّجه إلى المحطة، وبالتالي يدفع ثمن التذكرة مرّتين. إذ يقول (ز.م) مواطن يقطن بحي الصداقة ببئر خادم، إنه يبقى ينتظر الحافلة لوقت طويل في حين أنه حينما تصل الحافلة يصادف بقول السائق إنه سينزل الركّاب قبل أن يصل إلى المحطة بسبب ازدحام السيّارات، وبالتالي فإن سائق الحافلة يعود أدراجه قبل أن يصل إلى المحطة الرئيسية لتفادي ازدحام السيّارات، ويضيف قائلا إن الازدحام في ذلك الطريق ليس إلى هذه الدرجة ولا يحدث في كلّ يوم، خاصّة بعد أن أنجزت السلطات المحلّية مدخلا خاصّا بالحافلات المؤدّي إلى محطة نقل الحافلات الرئيسية لتفادي الازدحام وإنما سبب عدم ذهابهم إلى المحطة هو المنافسة فيما بينهم لاصطياد الراكبين وأيّهم يصل أوّلا. وقد صرّح (م.ن) سائق بالحافلة من المحطة الرئيسية لباش جراح إلى محطة بئر خادم بأن السائقين لا يحبّذون الذهاب إلى الطريق المؤدّي إلى محطة نقل الحافلات بسبب تهرّبهم من ازدحام السيّارات الذي يؤرّقهم، ويضيف قائلا إن المسافة بين متوسطة بئر خادم ومحطة نقل الحافلات ليست طويلة، وبالتالي لا يصعب على الراكب أن يمشيها، فهو قد يصل إلى المحطة قبل أن يصل سائق الحافلة. غير أن عددا من المواطنين صرّحوا ل (أخبار اليوم) بأنه لا يمكن لهم تضييع الوقت سيرا على الأقدام إلى المحطة، خاصة في الفترة الصباحية أين يذهبون إلى أعمالهم وحاجتهم إلى المواصلات تزداد خوفا من أن يصلوا متأخّرين، إضافة إلى أن هناك من المسافرين من كبار السنّ الذين لا يستطيعون أن يقطعوا تلك المسافة أي إلى المحطة سيرا على الأقدام، ناهيك عن فصل الشتاء الذي تكثر فيه المياه والأوحال التي تعيق سير المركبات والحافلات فما بالكم بالمشاة. ويأتي هذا طبعا في ظلّ غياب الرقابة المفروضة على الحافلات من قِبل وزارة النقل، إذ يقول أحد المسافرين: (وجب على السلطات المعنية وضع مراقبين لسائقي الحافلات، لو وجدت رقابة مستمرّة ومراقبين يمنعونهم من ذلك لما تجرّأوا على فعل هذه الأشياء والتلاعب بالمواطنين. لذلك يجب على السلطات المعنية فرض الرقابة على المواصلات العامّة لإنهاء هذا المشكل نهائيا ليستطيع المواطن أن ينعم بخدمة عمومية باتم معنى الكلمة. ويعدّ هذا الانشغال الأساسي الذي طرحه قاصدو موقف الحافلات على مستوى بلدية بئر خادم، أين أكّدوا على ضرورة تدخّل السلطات المعنية المكلّفة بالرقابة من وزارة النقل على مستوى محطة نقل الحافلات في هذه البلدية من أجل إعادة الاعتبار لهم وإنهاء المعاناة التي يتخبّطون فيها بصفة يومية والعمل على إيجاد حلّ يجنّبهم عناء ومشقّة ركوب هذه الحافلات.