يعيش سكان القرية الفلاحية ببلدية الشراقة، حياة صعبة جراء غياب أدنى المرافق الضرورية التي يحتاجون إليها، مما جعلهم يشتكون من العزلة والتهميش مناشدين السلطات المحلية وحتى الولائية التدخل لوضع حد لمعاناتهم التي يتكبدونها منذ سنوات ورفع الغبن عنهم من خلال إنجاز مشاريع تنموية التي من شأنها تحسين مستواهم المعيشي. و قد أبدت العديد من العائلات المقيمة بالمنطقة استيائها الشديد من السلطات الوصية، إزاء انتهاجها لسياسة اللامبالاة حيال انشغالاتهم، مؤكدين أنهم قاموا بتقديم عدة شكاوي إلى المسؤولين من أجل التدخل وتسجيلهم ضمن المناطق المعزولة والتي هي بجاحة ماسة إلى مشاريع تنموية لكن دون جدوى، فالوضع يزداد تدهورا يوما بعد يوم، في ظل افتقارها إلى أدنى متطلبات الحياة، حيث مازالوا يعيشون حياة بدائية لا تمت بصلة إلى وقتنا الحالي بالرغم من وقوع المنطقة بقلب العاصمة، ورغم أنها تشهد كثافة سكانية معتبرة غيرأنها بعيدة كل البعد عن اهتمام المسؤولين وباختلاف دراجتهم،الذين لم يجدوا سوى الصمت كرد على انشغالات هؤلاء السكان على حد تعبيرهم . وأول ما استهل به السكان سلسة مشاكلهم الوضعية الكارثية التي آلت إليها معظم طرق القرية، حيث أصبحت تشهد حالة جد مهترئة أين يجد هؤلاء صعوبة كبيرة في السير بها، خاصة خلال فصل الشتاء أين يزداد الوضع تعقيدا، حيث تتحول معظم الشوارع والطرقات إلى أوحال وبرك مائية تعرقل حركة السير بالنسبة للراجلين وحتى أصحاب المركبات الذين عبروا بدورهم عن تذمرهم أما في فصل الصيف فيزداد الوضع تأزما لتصاعد الغبار و غيرها من المظاهر التي أرقت السكان لعدة سنوات، فالوضعية أصبحت تشكل خطورة بالغة على مركباتهم التي كثيرا ما تصاب بأعطاب تكلفهم الكثير، والتي أرهقت كاهلهم و زادت في حجم معاناتهم، ناهيك عن مشكل الإنقطاعات المتكررة للمياه و التي تزداد حدتها في فصل الصيف، لتبدأ بذلك رحلة التنقل إلى المناطق المجاورة والأماكن العمومية بقطع مسافات بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية و سد حاجتهم اليومية، و منهم من يلجأ إلى شراء صهاريج مائية بأثمان باهظة، ضف إلى ذلك مشكل الغاز الطبيعي الذي هو الآخر يشكل معاناة حقيقية لدى السكان خاصة في فصل الشتاء أين يزداد الطلب على هذه المادة بإعتبار أن المنطقة تشهد برودة شديدة خلال الشتاء، و مشاكل السكان لا تتوقف عند هذا الحد فانتشار الأوساخ والنفايات على مستوى أزقة و شوارع المنطقة و التي تكون متراكمة حينا ومتناثرة حينا آخر ضايقت السكان بشكل كبير، حيث أبدى السكان في هذا الصدد قلقهم وانزعاجهم من هذه الوضعية التي أصبحت من أهم مميزات القرية ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة و الحيوانات الضالة التي أصبحت مصدر إزعاج لهؤلاء . و في هذا السياق وأمام هذه الظروف التي تزداد خطورة مع ارتفاع درجة الحرارة طالب سكان الحي بتوفير مفرغة عمومية تمكنهم من رمي نفايتهم المنزلية بطريقة منظمة أو بتوفير حاويات أمام تجمعاتهم السكنية بالإضافة إلى توفير أعوان النظافة حتى تتمكن المنطقة من استرجاع وجهها الجمالي الذي فقدته منذ سنوات خلت. وأمام هذه النقائص والمشاكل ناشد سكان القرية الفلاحية السلطات المحلية و الولائية بإدراج هذه المنطقة في برنامجها التنموي الذي من شأنه تحسين مستواهم المعيشي و فك العزلة عنهم من خلال تعبيد الطرق إلى جانب برمجة مشاريع خاصة بشبكة مياه الشرب و حتى شبكات التطهير، بالإضافة إلى مشروع غاز المدينة الذي اصبح يشكل هاجس السكان.