أعلن رئيس المجلس الشعبي الوطني السيّد عبد العزيز زياري أمس السبت بصفة رسمية »وفاة« قانون تجريم الاستعمار الذي ثار بشأنه جدل كبير، وقيل حوله كلام كثير حين كشف أن مشروع القانون المتعلّق بتجريم الاستعمار لن يعرض على البرلمان لا خلال هذه الدورة ولا حتى خلال الدورة المقبلة »لاعتبارات ديبلوماسية و قانونية«. وقال زياري الذي حلّ ضيفا على حصّة »مباشرة من البرلمان« التي تبثّ على أمواج القناة الثالثة إن القانون المتعلّق بتجريم الاستعمار »غير مدرج في جدول أعمال الدورة الحالية والمحتمل خلال الدورة المقبلة«، حيث ربط هذا القرار باعتبارات »ديبلوماسية ودولية وقانونية«، مضيفا أن نصّا قانونيا حول هذه المسألة يتطلّب »تفكيرا طويلا« ويطرح أيضا »عددا من المشاكل التي يتعيّن تسويتها«. وذكر السيّد زياري أن الجزائر تبقى »متمسّكة بهذا الموقف« وتطالب المستعمر الفرنسي " بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبها في مستعمراته السابقة، خصوصا في الجزائر«. وتثير »الوفاة المفاجئة« لمشروع قانون تجريم الاستعمار أكثر من تساؤل حول الأسباب »الخفية« التي لم يعلنها زياري، والتي قد يكون لها مفعول السّحر في إبطال المشروع الذي وُلد كبير وبدأ يصغر إلى أن تلاشى تماما تحت وقع ضربات تلقّاها من جهات بدا أنه ليس من مصلحتها صدور قانون يجرّم فرنسا الاستعمارية. وبرأي متتبّعين، فإن تأكيد رئيس الغرفة البرلمانية السفلى بأن الجزائر ستبقى متمسّكة بمطلب تجريم الاستعمار لا يكفي لطمأنة الجزائريين الطامحين إلى محاكمة المجرمين الاستعماريين الفرنسيين والحصول على اعتراف واعتذار وتعويضات من الإدارة الفرنسية على 132 سنة من الاستدمار. من جهة أخرى، ردّ السيّد زياري على سؤال حول تطبيق القانون المتعلّق بالتنظيم المالي قائلا إن هذا النصّ »سيعرض أمام البرلمان خلال هذه الدورة«، موضحا: »يعود سبب التأخّر المسجّل إلى عدد من العراقيل التي واجهتها الحكومة التي طالبت بالمزيد من الوقت لأسباب تقنية محضة، خصوصا التقرير الذي من المفترض أن يعدّه مجلس المحاسبة«. وفيما يتعلّق بموقف بعض التشكيلات السياسية التي دعت إلى حلّ المجلس الشعبي الوطني، أكّد السيّد زياري أنه »لم يتعلّق الأمر أبدا بتبنّي هذه المواقف ولا بتنظيم انتخابات مسبقة«. وقال زياري: »إننا مؤسسة تعمل، وأن الأغلبية الساحقة لم تطالب بذلك«.