الوالي يسعى إلى إرجاع اللون الأبيض للبهجة حماية صحة المواطن وإعطاء العاصمة جمالها الطبيعي، هو هدف حملة التنظيف الكبرى التي أطلقتها مصالح ولاية الجزائر، والتي تعد من أولويات الوالي الجديد للعاصمة، خاصة أن الوضع بات كارثيا ويشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، والذي أدى إلى ظهور أمراض معدية خطيرة وعودة أمراض أخرى إلى يوميات العاصميين بعد غيابها لسنوات بسبب حالة العفن الكبيرة التي اكتسحت الشوارع والمساحات.. س. بوحامد ستستفيد أخيرا العاصمة بعد طول انتظار من حملة تنظيف واسعة تمس مئات النقاط السوداء، فلن تقتصر على باب الوادي والدار البيضاء، براقي والرويبة، وإنما ستمتد لتنزع ما تراكم من أطنان مخيفة من النفايات، التي رميت بطريقة عشوائية وتحولت إلى أرضية يمشي عليها المواطنون ويجتازونها بشكل يومي، فكيف باتت النفايات والأوساخ جزءاثابتا في شوارعنا؟ تراكم الأوساخ والنفايات لا يضر فقط بالمحيط والبيئة، بل امتد ليشمل حتى الأفراد، فصحتهم على حافة الهاوية، بسبب تراكم النفايات التي تحولت مع الوقت إلى جبال، والأخطر أنها تلامس بيوتهم وأماكن عملهم وحتى المؤسسات التعليمية لم تسلم هي الأخرى من الاعتداء الخطير والصارخ لغول الأوساخ.. ولقد تطرقنا في عدة مرات إلى ما تعيشه بعض المؤسسات التعليمية بالعاصمة، جراء تراكم أطنان من النفايات أمام أبوابها، كمتوسطة أوريدة مداد المتواجدة بالقصبة الوسطى، والتي أضحت محاصرة بالنفايات من كل ناحية، حتى بات عسيرا على التلاميذ والأساتذة الولوج إلى داخل المؤسسة.. وأوضح السيد زوخ والي العاصمة الجديد، في تصريح للصحافة بمناسبة إعطاء إشارة انطلاق حملة (واسعة النطاق) لتنظيف العاصمة ستدوم شهرا كاملا، مشيرا إلى أنه تم تخصيص 10 ملايير دج لتجسيد هذه الحملة الهادفة، فهل يكفي شهر واحد من أجل إرجاع البياض للعاصمة؟ النفايات تطرد السياح من حي القصبة! أشار الوالي إلى أن الهدف الأساسي في الوقت الراهن يتمثل في (تنظيف المحيط قبل الشروع في تجسيد مختلف المشاريع التنموية الأخرى التي سطرتها الولاية في مختلف القطاعات). فلقد أعاقت أطنان النفايات تجسيد مشاريع التنمية الكبرى بالولاية، بل إنها تحولت إلى عائق كبير أمام قدوم السياح إليها، فبعد أن كانت القصبة القبلة الأولى لمختلف السياح الآتين من مناطق متعددة من العالم، تحولت إلى خاوية على عروشها بعد أن أصبحت نقطة سوداء في قلب العاصمة بسبب تراكم النفايات في كل زقاق .. وتهدف حملة التنظيف هذه --كما ذكر الوالي-- إلى (إزالة النقاط السوداء والمقدر عددها ب 369، إلا أن هذا الرقم يبدو قليلا على ما تحويه العاصمة من أماكن تحولت إلى مفرغات عشوائية للأوساخ وسط المجتمعات السكنية.. وتعرف هذه المناطق المذكورة تراكما كبيرا في النفايات المنزلية وما شابهها على أرصفة الشوارع ومختلف المساحات، ورغم آن بعض البلديات أعلنت حربا مسبقة على النفايات، كبلدية الجزائر الوسطى وباب الوادي وغيرها من البلديات الوسطى، إلا أن عملياتها لم تكن كافية من أجل محو أطنان الأوساخ العالقة بين الأزقة و بين البيوت وعلى أبوب المدارس وحتى على أبواب بعض المؤسسات الإدارية، فمثلا مقر مديرية الثقافة لولاية الجزائر المتواجد بأعالي القصبة، هو الآخر لم يسلم من عدوى النفايات والتي امتدت لتكون علامة ثابتة في محيطها الخلفي..! من المسؤول عن تشويه العاصمة؟ وسيتم من خلال هذه الحملة الكبرى، حسب والي العاصمة (إزالة النقاط السوداء ونقل النفايات واسترجاع هذه المساحات للشروع في تهيئتها واستغلالها في إنجاز مرافق عمومية ذات منفعة عامة)، وهذا الإجراء يأتي بعد أن تحوّلت العديد من المساحات الخضراء إلى مفارغ للنفايات وغاب عنها اللون الأخضر وحلت الرائحة الكريهة والجرذان.. بالإضافة إلى المساحات الخضراء فإن المساحات المسترجعة بعد إعادة ترحيل سكانها إلى سكنات جديدة، تحولت هي الأخرى إلى أماكن لرمي الأوساخ بشكل عشوائي، رغم وعود السلطات المحلية باسترجاعها عن طريق إقامة مشاريع محلية عليها، إلا أن المشروع الوحيد الذي أقيم عليها هو مفارغ عشوائية للأوساخ وأماكن لاحتواء القوارض والحيوانات المتشردة الناقلة للأمراض، والأخطر أن بعض المسؤولين المحليين لجؤوا إلى تحويل هذه المساحات المسترجعة إلى حظائر للمركبات، ولسن حظائر بالمفهوم الشائع، أي أن المساحات تظل في حالتها الأولى مجرد مساحة لأرضية غير معبدة في غالب الأحيان ذات انعراجات كثيرة، فبهذه الطريقة تكون السلطات المحلية قد ضربت عصفورين بحجر واحد، فهي تقلص من مشكل الحظائر وكذا توفير أموال استرجاع هذه المساحات وتحويلها إلى مشاريع محلية.. وحدث ولا حرج عن البالوعات التي تفتقد للصيانة، وباتت بلا أغطية تحجز رائحة الموت والمرض الخارجة منها، فمنظر البالوعات التي تفرز القذارة وتنقلها إلى كامل الشارع تحول إلى منظر عادي في أغلب البلديات، وهذا ما يؤدي إلى انتشار البعوض الناقل لمختلف الأمراض الخطيرة وعلى رأسها الملاريا.. شدد السيد زوخ والي العاصمة، على أهمية تطبيق القانون (بصرامة) في حق كل من يتسبب في تلوث المحيط، داعيا إلى وجوب تحسيس المواطنين وتوعيتهم بضرورة المساهمة في حماية البيئة ومكافحة التلوث، باعتبارهم الشريك الأول للسلطات المحلية في حماية البيئة والمحيط، ولتقليل الأضرار التي يمكن أن تمسهم في حالة اتساع رقعة التلوث التي أضحت الكابوس الأول لسكان العاصمة، خاصة مع انتشار حمى المستنقعات الآتية من البالوعات المفتوحة على الهواء ومن أطنان النفايات التي تحاصر الجزائريين في كل مكان..