باتت تشكل الشاليهات المنجزة عقب زلزال الأصنام المدمّر بولاية عين الدفلى، هاجسا كبيرا بعد اهتراء وضعيتها وتقادم جدرانها لدرجة ظهور الأميونت المسبب لداء السرطان. بعد أزيد من 32 سنة على وقوع اكبر هزة مدمرة بالمنطقة سارعت السلطات العليا للبلاد على بناء شاليهات أو مايسمى محليا بالبراريك لانتشال المنكوبين من وضعية مزرية ضمن مخطط استعجالي، وقد تم في مدة وجيزة احتواء الوضعية وامتصاص حجم المعاناة بشهادة المستفيدين لكن العمر الافتراضي للوحدات السكنية قد تجاوز حسب هؤلاء بأزيد من 20 سنة كاملة مما يفترض إعادة تعويض البناءات الجاهزة مثلما وقع بالنسبة للمرافق العمومية، حيث لا تزال تواجه ثلاث آلاف عائلة بسبع بلديات، تقيم منذ عقود بوحدات البناء الجاهز خطر الإصابة بأمراض خطيرة كمرض السرطان نتيجة مادة الأميونت التي تدخل في إنجاز هذا النوع من السكن كمادة عازلة للصوت، وحسب ممثلين عن السكان فإن وضعية المقيمين بهذه السكنات تتفاقم من عام لأخر وذلك في ظل فشل وعدم فعالية الإجراءات المتخذة من طرف الدولة لتجديد حظيرة البناء الجاهز بالولاية، حيث يعرف البرنامج السكني المتضمن 700 وحدة الموجه للقضاء على الشاليهات التي تم إنجازها في أعقاب زلزال الأصنام قبل نحو 30 سنة تأخرا كبيرا لأسباب مجهولة، كما تلقى عملية منح قروض ب 200 مليون سنتيم بفوائد مخفضة تصل إلى 02 بالمائة فقط لفائدة أصحاب سكنات البناء الجاهز إقبالا محتشما، وهو ما أكده مصدر من الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بفرع عاصمة الولاية، مقابل ثلاث آلاف وحدة سكنية من البناء الجاهز منتشرة على مستوى سبع بلديات هي الخميس والعبادية و العطاف والعامرة مليانة وعين الدفلى والروينة، ويأمل المقيمون بهذه السكنات خاصة ذوي الدخل المحدود من أولئك الذين لا يستطيعون الاقتراض من البنوك ثم تسديد الديون على أقساط، في المساعدة المباشرة للدولة من أجل إزالة البناءات الجاهزة التي انتهى عمرها الافتراضي منذ فترة طويلة، ويشير أحد القاطنين بالبراريك ببلدية العامرة ممن لم يسعفهم العائد المادي أن المعاناة مستمرة خلال فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار وظهور المادة الأسفنجية (الاميونت) مما يخلف لنا -يضيف- حالة قلق من انتشار الحساسية بين أفراد العائلة، والخوف الأكبر هو داء السرطان ونفس الحال تعاني منه غالبية العائلات المقيمة عبر التجمعات السكنية الجاهزة عدا تجمع واحد يقع بقلب عاصمة الولاية عين الدفلى الذي ساعد الحظ بعض الملاك أين تحولت المنطقة إلى موقع تجاري بامتياز أطلق عليه بحي دبي بعدما كان في السابق يسمى حي البراريك، ويناشد هؤلاء الجهات الوصية بأهمية بعث الملف من جديد وتحيين الإستراتجية التي أعدتها الدولة خلال سنة 2005 لانتشالهم من الوضعية.