دفع غياب مواد محددة لتدريس التربية الوطنية الخاصة بطلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية في المدارس الفلسطينية على مدار عشرين عاما من عمر السلطة الوطنية الفلسطينية، الحكومة المقالة في قطاع غزة إلى إقرار منهج يقوم على ترسيخ المقاومة، وهو ما لم تقره السلطة أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في مدارسها. وتقول الحكومة المقالة المدارة من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها طبقت المنهج الجديد في مدارس غزة بعد فشل مساعي التوافق على التعديلات الجديدة مع حكومة رام الله في الضفة الغربية، بسبب الانقسام والتزام السلطة باتفاقيات أوسلو الموقعة مع سلطات الاحتلال، والتي تعتبر أن أي إشارة إلى المقاومة من قريب أو بعيد في منهج التعليم هي بمثابة تحريض يمس جوهر وروح الاتفاق. ووفقا لاتفاق السلطة مع إسرائيل تخضع كتب ومناهج التدريس التابعة لمدارس السلطة، لعمليات رصد ومتابعة من قبل طواقم ومراكز إسرائيلية مختصة للوقوف على مضامينها، وكثيرا ما طالبت الحكومة الإسرائيلية السلطة الفلسطينية بإجراء تعديلات على مناهجها، حيث تعتبر -على سبيل المثال- أن مجرد ذكر أي اسم بلدة من البلدات الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 تحريض على طرد اليهود. وإزاء تعديل المناهج، قال وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة المقالة أسامة المزيني، إن اتفاقات أوسلو حرمت وزارة التربية والتعليم التابعة للسلطة من اعتماد منهاج للتربية الوطنية بعد الصف السابع. وأوضح أن عدم تقيد طلبة الصفوف الثامن والتاسع والعاشر بمنهج تعليمي سوى ما يعتمده المدرسون من ملخصات، دعا وزارته إلى تشكيل مجموعات أكاديمية من خبراء ومختصين في مجال التربية الوطنية، يقوم على أساس غرس وترسيخ حب الوطن والولاء له في نفوس الطلبة، لما لهذه القيم من أثر مهم في تشكيل بنيتهم الفكرية. وذكر المزيني أن أهمية المنهج الجديد تكمن في اطلاع الطلبة على واجباتهم إزاء الوطن، وتعليمهم حقيقة (العدو الصهيوني) وحقيقة الصراع، واطلاعهم على الطريق الحقيقي لتحرير فلسطين. ويركز المنهاج -وفق- المزيني على ترسيخ حب المقاومة كخيار إستراتيجي لتحرير فلسطين، وتقديم معارف وطنية في مجال الحث على الوحدة والتمسك بالثوابت، وتذكير الأجيال الصاعدة ببطولات الشعب الفلسطيني وتضحياته. ويرى طالب الصف العاشر من مدرسة سليمان سلطان الثانوية بمدينة غزة أحمد عابد، أن كتاب التربية الوطنية المقرر هذا العام حمل تغيرات متعددة على صعيد التطرق إلى الواقع المعاش والتاريخ الفلسطيني المعاصر. وذكر أن كتاب التربية الوطنية لهذا العام يمنح الطالب إطلالة واسعة على أهداف تأسيس فصائل المقاومة وتطلعاتها، مشيراً إلى أنه استطاع معرفة مغزى محاولات الاحتلال الصهيوني تهويد الأرض الفلسطينية ومقدساتها. وتضمن الكتاب وفق الطالب عابد، الحديث عن الحركات الوطنية الفلسطينية وتاريخها ورموزها وتاريخ ثورات الشعب الفلسطيني والحروب التي تعرض لها. من جانبه أثنى مدرس التربية الوطنية والجغرافيا لطلبة الصف العاشر منير قطايف على إقرار منهاج التربية الوطنية، وعده إنجازا كبيرا على صعيد ترسيخ منهاج رسمي وموحد للتربية الوطنية للمرحلة الثانوية. وأكد أن فلسفة كتب التربية الوطنية لهذا العام تقوم على غرس مفهوم المقاومة في نفوس الطلبة، عبر الكثير من المحطات والمشاهد الحية، كالإشارة إلى النكبات وحملات التشريد والحروب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي. من جهته دافع المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، عن رفض الوكالة اعتماد منهاج التربية الوطنية الجديد في مدارسها، بقوله، إن أونروا ملتزمة بالمنهاج المعتمد من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، كونها هي الجهة المخولة باستضافة الوكالة الدولية.