كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، عن طرحه مبادرة على بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس ل(المصالحة التاريخية بين الإسلام والمسيحية)، أثناء لقائه في الفاتيكان الجمعة الأخيرة. وقال إحسان أوغلو، خلال كلمته الافتتاحية لأعمال مؤتمر منظمة (التعاون الإسلامي) الخامس للمنظمات الإنسانية في اسطنبول أول أمس الأحد، إنه ناقش في مدينة الفاتيكان مع البابا فرانسيس أيضاً عدداً من القضايا المشتركة بين العالمين المسلم والمسيحي، من بينها القضية السورية وأوضاع النزاع في الشرق الأوسط. وقال البروفيسور أكمل الدين أوغلو إن فكرة المصالحة جاءت بعد سنوات من مبادرات متعددة وفي مناسبات مختلفة طرحها على المسؤولين في الفاتيكان، وأشار إلى أنه لمس (تفهماً كبيراً) من بابا الفاتيكان إزاءها. وحول سؤال عن تسليم إدارة المقدسات المسيحية في إسرائيل لسلطات الاحتلال، قال إحسان أوغلو: (المنظمة أرسلت وفداً من سفراء بعض الدول الأعضاء في المنظمة للقاء المسؤولين في الفاتيكان، بغية إقناعهم بالعدول عن القرار الذي اتخذوه إزاء المقدسات المسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يتيح لإسرائيل إدارة هذه المقدسات، والحمد لله لمسنا وشاهدنا عدول الفاتيكان عن توقيع هذه الاتفاقية). وأكد إحسان أوغلو أن مبادرته إزاء المصالحة التاريخية، يجب أن تستند إلى الجذور الإبراهيمية المشتركة بين الديانتين، بغية دعم التعايش بين الشعوب، وتعدد الثقافات، مشيراً إلى أن البابا فرانسيس أبدى من جانبه تقديره لهذه المبادرة، وشدد على ضرورة متابعتها. وأكد إحسان أوغلو أن توقيت هذا الحوار يعد هاماً جداً، من حيث ازدياد عدد المسلمين المتواجدين منذ القدم في دول مسيحية، في مقابل دول مسلمة تحتضن مواطنين مسيحيين، أو تستضيف عمالة مسيحية من الخارج. وبيّن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن الجانبين اتفقا على ضرورة تعزيز الجهود من أجل احترام أكبر للتعددية الدينية، والتنوع الثقافي، في سبيل مناهضة التعصب الأعمى، والأحكام المسبقة، كما أكد اتفاق الجانبين أن حوار الأديان يعد شرطاً مسبقاً للسلام العالمي، وواجب على أتباع الديانات المختلفة. من جهة ثانية، وبحسب ما أعلنه أكمل الدين أوغلو، فقد أعرب الجانبان خلال الاجتماع عن قلقهما إزاء تزايد التوتر بين المسلمين والمسيحيين في بعض البلدان، التي تشهد نزاعات داخلية، خاصة تلك المدفوعة بأسباب دينية ليست حقيقية بالضرورة، كما أبدى الطرفان خشيتهما من استغلال الدين في إذكاء التوتر بين الجانبين كطريقة لجذب المؤيدين والداعمين. يذكر أن الأمين العام للمنظمة، الذي يعتبر أول أمين عام لهذه المنظمة الدولية منذ تأسيسها يزور بابا الفاتيكان، كان قد التقى بالأسقف أنطونيو كارنيليري نائب وزير العلاقات الدولية في الفاتيكان، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين هذه المؤسسة الدينية الرفيعة ومنظمة التعاون الإسلامي، بغية الإسهام في السلام والأمن العالميين.