تواجد التقني البوسني وحيد حليلوزيتش في موقع قوة لفرض نفسه وتحدّي رئيس (الفاف) محمد روراوة بقوة مساهمته الفعّالة في تأهيل المنتخب الوطني إلى مونديال البرازيل يعدّ بمثابة تأكيد على أن المعني يمتلك الشجاعة الكافية لغلق الطريق أمام الأطراف التي سعت ولا تزال لكسر قوته بطريقة لا تتماشى وتأكيده ميدانيا أنه مدرّب محنّك ولا يتلاعب بشخصيته مهما قيل عنه بشأن عدم تحمّسه لمواصلة الإشراف على تدريب المنتخب الوطني، لكن من الواجب على المعني أن لا ينكر خير الجزائر التي منحته فرصة العودة إلى الواجهة بعدما كان على وشك الاختفاء من ساحة التدريب بعد خروجه الضيّق من على رأس العارضة الفنّية لمنتخب كوت ديفوار، وبالتالي فإن التقني البوسني بات مطالبا بمراجعة حساباته وعدم استعمال ورقة إهانة الكرة الجزائرية بطريقة لا تتماشى والشعبية التي اكتسبها في بلد المليون ونصف المليون شهيد لأنه من حقّه فرض نفسه من النّاحية التقنية لكن بطريقة احترافية وليس العكس. من حقّ المدرّب حليلوزيتش أن يقول إنه وراء تأهيل المنتخب الوطني إلى كأس العالم للمرّة الثانية على التوالي والرّابعة في تاريخ الكرة الجزائرية، لكن من الضروري عليه الاعتراف بتحمّل مسؤولية المشاركة المخيّبة في الطبعة الفارطة لكأس أمم إفريقيا وعدم التحجّج بأمور غير منطقية للتهرّب من الحقيقة المرّة لأن بلوغ هدف التأهّل إلى الدور الثاني في دورة البرازيل بات أكثر من ضروري لتفادي تكرار المشاركة وفقط، وبالتالي يمكن القول إن التفكير في ما بعد حليلوزيتش أضحى مطلب الشعب الجزائري الذي يعشق (الجلد المنفوخ) بطريقة أدهشت التقني البوسني حليلوزيتش.