قتل 29 شخصا على الأقل وجرح نحو أربعين آخرين بأعمال عنف طائفية بين مسلمين ومسيحيين في أفريقيا الوسطى وقعت يومي الخميس والجمعة، بحسب ما أعلنه الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود. ونشرت القوات الأفريقية والفرنسية وحداتها في بعض مناطق المواجهات والتقاطعات في محاولة لوقف أحداث العنف والحيلولة دون تكرارها. وأسفر تجدد القتال مساء أول أمس الجمعة عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة خمسة على الأقل في العاصمة بانغي رغم وجود الجنود الفرنسيين والأفارقة. وقال رئيس لجنة الصليب الأحمر في إفريقيا الوسطى أنطونيو مباهو بوجو إن 15 مدنيا على الأقل قتلوا في العنف الطائفي في ضاحية جوبونجو بالعاصمة في وقت متأخر من يوم الخميس. من جهتها، حثت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتّحدة سامانثا باور -التي زارت بانغي- الحكومة على ملاحقة مرتكبي أعمال العنف والقبض عليهم وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية. ونظم مئات من السكان مسيرة في العاصمة احتجاجا على مقتل مدنيين، وحملوا لافتات كتب عليها (يجب رحيل الرئيس المؤقت ميشال دجوتوديا ومتمردي تحالف سيليكا). وانزلقت إفريقيا الوسطى إلى الفوضى منذ سيطرة متمرّدي حركة سيليكا على السلطة في مارس الماضي بعد الإطاحة بنظام الرئيس فرانسوا بوزيزي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتشريد نحو أربعمائة ألف شخص في البلد البالغ تعداد سكانه 4.5 ملايين نسمة. وقبل يومين حذرت منظمة رعاية الأطفال التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) من أن الاقتتال الداخلي بين المسلمين والمسيحيين في هذا البلد قد يؤثر سلباً على صحة الأطفال بسبب ارتفاع نسبة سوء التغذية في البلاد. وحسب أرقام منظمة العفو الدولية فإن الاشتباكات التي شهدتها إفريقيا الوسطى الشهر الجاري أودت بحياة ما يصل إلى ألف شخص. وأرسلت فرنسا 1600 جندي إلى إفريقيا الوسطى، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فشل في الحصول على تعهد من دول الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في تكاليف العملية العسكرية التي تقوم بها بلاده هناك، رغم اتفاق زعماء الاتحاد على توثيق التعاون الدفاعي بين دولهم لتحقيق الاستفادة القصوى. وبالرغم من أن بعض الحكومات الأوروبية قدمت مساعدات لوجيستية فإن اقتراح إنشاء صندوق للتمويل لم يلقَ تأييدا يذكر من حلفاء فرنسا في الاتحاد، الذين يرون أن أموال الاتحاد يجب أن لا تستخدم إلاّ لتمويل مهام عسكرية للاتحاد لا لدول بعينها. ومن جانبها، تعهدت الولاياتالمتحدة بدفع ما يصل إلى مائة مليون دولار للمساعدة في دعم الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي في أفريقيا الوسطى.