تسود اجواء من الفوضى واللاإستقرار يوم الأربعاء جمهورية إفريقيا الوسطى خاصة العاصمة بانغي منذ استيلاء تحالف "سيليكا" للمتمردين على الحكم بقوة واطاحته بالرئيس فرانوسوا بوزيزي فيما تتوإلى ردود الفعل الدولية المنددة والمتخوفة من انعكاسات الوضع في البلاد. وفي تصريح للراديو الوطني في البلاد دعا المتحدث باسم تحالف "سيليكا"غازان بيتي اليوم "المسلحين لتسليم انفسهم والافصاح عن هويتهم بسبب حالة العنف واللامن التي تسود العاصمة بانغي". وحذر نفس المتحدث قائلا "انه من لم يخضع ويطبق هذه التعليمات والقوانين فستتم معاقبته بشدة". واضاف نفس المصدر الذي عين وزيرا للاتصال من طرف قائد المتمردين ميشال دجوتوديا "ان هذا الاجراء يندرج في اطار وضع حد لاعمال النهب والسرقة والفوضى التي تسود العاصمة ". وكان زعيم "تحالف سيليكا"المتمرد ميشيل دجوتوديا والذي أعلن نفسه رئيسا لجمهورية إفريقيا الوسطى تعهد باجراء انتخابات في غضون ثلاثة اعوام بعد قراره حل المؤسسات الدستورية و الابقاء على حكومة الوحدة الوطنية مع اجراء تعديلا طفيف عليها. يذكر ان اعمال النهب تخيم منذ ان استحوذ يوم الاحد الفارط التحالف على السلطة وسيطرعلى العاصمة والقصرالرئاسي وأطاح بالرئيسبوزيزي الذي لجأ إلى الكاميرون. وحكم الرئيس بوزيزي البلاد منذ عشر سنوات والذين يتهمه التحالف بعدم احترام اتفاقيات السلام الموقعة في 11 يناير الماضي . وكانت تقارير اعلامية تحدثت عن عمليات سلب و نهب واسعة النطاق في العاصمة بانغي.ونقلت المصادر عن موظفة لدى الاممالمتحدة في المنطقة قولها ان الوضع "غير مستقر للغاية و السكان يقبعون في منازلهم لان كل شيء تقريبا يتم سلبه". وحسب وسائل اعلام محلية فان التحالف القى القبض على عدد من يسميهم بالمخالفين للقوانين وعلى انهم من ضمن جماعة التحالف فيما اعلن قائد "سيليكا " عن فرض حالة الطوارئ من السابعة مساءا إلى السادسة صباحا بغية تأمين العاصمة بانغي. وكان تحالف "سيليكا" وقع اتفاقا للسلام مع الحكومة في إفريقيا الوسطى يوم 11 يناير الماضي في ليبرفيل الغابون سمح بتشكيل حكومة وفاق وطني تضم فريق بوزيزي والتحالف المتمرد وفريق من المعارضة لكن سرعان ما عاد المتمردون يوم 11 مارس الجاري ليشنوا هجوما على مدينة "بنجاسو" والتي تعد احدى المدن الرئيسية في جنوب البلاد وذلك عقب الهجوم على مدينة "سيدو" الواقعة بالشمال في نهاية شهر فيفري الماضي. - قلق دولي ومخاوف من انعكاسات الوضع في إفريقيا الوسطى- حذرت الولاياتالمتحدة امس الثلاثاء من انها قد تجمد مساعدتها لجمهورية إفريقيا الوسطى البالغة 2,2 مليون دولار بعد استيلاء متمردي "سيليكا"على السلطة في هذا البلد. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل ان واشنطن "ترصد الاحداث لمعرفة ماهية التداعيات على المساعدة الاجنبية لإفريقيا الوسطى"مدينا استيلاء تمرد "سيليكا على السلطة "في شكل وصفه ب"غير مشروع". وكانت الولاياتالمتحدة أدانت أمس الاستيلاء "غير الشرعي" للمتمردين على السلطة في إفريقيا الوسطى محذرة من انها قد تجمد مساعداتها غير الانسانية لهذا البلد والتي تبلغ قيمتها 2ر2 مليون دولار لهذا البلد واعتبرت اعمال النهب في بانغي "غير مقبولة". كما أعربت إسبانيا عن "قلقها" إزاء الوضع السائد في جمهورية إفريقيا الوسطى عقب استيلاء ائتلاف متمردي "سيليكا " على السلطة داعية المتمردين إلى احترام المدنيين والأجانب في هذا البلد. و دعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية في بيان أمس قوات تحالف "سيليكا" المتمرد و قادته إلى احترام وحماية أرواح وممتلكات المدنيين والأجانب في هذا البلد". و شددت الحكومة الإسبانية إلى ضرورة أن يشكل"احترام سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان لجميع الأشخاص أولوية بالنسبة لقوات الاحتلال". فيما أعرب تجمع دول الساحل والصحراء عن "أسفه" للتطورات الجارية بجمهورية إفريقيا الوسطى بعد استيلاء المتمردين على السلطة في بانغي بطرق "غير دستورية" وفقا للميثاق الإفريقي وهيئات الاتحاد الإفريقي والجماعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا. ودعت الأمانة العامة للتجمع في بيان أصدرته من مقرها بطرابلس أمس السلطات الجديدة في هذا البلد إلى "احترام النظام العام وسلامة الأشخاص والممتلكات" كما طالبت بالدخول في مفاوضات مع جميع الأطراف المعنية طبقا لاتفاقية ليبروفيل الموقعة في 11 يناير 2013 والقائمة على قاعدة "بناءة ثابتة تضمن خلق الظروف الملائمة لإعادة النظام الدستوري المستديم المبني على الحكم الرشيد ودولة القانون والتسامح السياسي والعرقي والحفاظ على الوحدة الوطنية". وحذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن آلاف الأطفال في جمهورية إفريقيا الوسطى أصبحوا محرومين من الحصول على الخدمات الأساسية بشكل ملائم في أعقاب تقدم المتمردين إلى العاصمة بانغي. وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم اليونيسيف في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم إن الأنشطة الصحية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون " تعطلت بشكل خطير فيما أغلقت الكثير من المدارس أو سيطرت عليها الجماعات المسلحة". و توقعت المتحدثة أن يعاني نحو أربعة عشر ألف طفل من سوء التغذية المهدد للحياة بعد نهب وإغلاق مراكز التغذية. وكانت اليونيسيف من بين منظمات الإغاثة التي اضطرت إلى نقل بعض موظفيها خارج جمهورية إفريقيا الوسطى بسبب تدهور الوضع الأمني بعد استيلاء المتمردين على السلطة في البلاد.