من قال إن الجزائريين لا يُنتجون؟! تشهد الدورة الثانية والعشرون لمعرض الإنتاج الجزائري المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر عرض منتوجات جزائرية تحت شعار (الدورة الصناعية الجزائرية: تحدّيات إعادة البعث)، وجاءت هذه الدورة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية لترجمة ضرورة بعث اقتصادي حقيقي مبني على أسس استثمارات خصبة خلاّقة لمناصب شغل وللثروات. وقد تمّ افتتاح هذا المعرض يوم الأربعاء الفارط وسيدوم إلى غاية 22 من الشهر الجاري، مقدّما نماذج مبشرة للإنتاج الوطني، فمن من قال إن الجزائريين لا يُنتجون؟! مع العلم أنه خلال السنوات الأخيرة تمثّل الضرورة الاستراتيجية الأولوية لدى السلطات العمومية التي تبيّن رغبتها في إرساء قاعدة سياسية صناعية حقيقية قادرة على إنعاش النسيج الصناعي الوطني الكبير عن طريق العصرنة وترقية الشراكة المتعدّدة العامّة والخاصّة وطنية وأجنبية وعن طريق التسيير والتكوين وغيرها. وقد أعطى المنظمون لهذه الدورة صبغة أكثر تخصّصا وأكثر مهنية، إذ أن معرض الإنتاج الجزائري سيغيّر تسميته تدريجيا ليصبح معارض الإنتاج الجزائري، وهذا لتقييم فرص الشراكة في كلّ قطاع، وبالتالي تحديد وتقدير التكاملات الاقتصادية بين مختلف المتعاملين. وضمّت أروقة المعرض 7 قطاعات تعتبر قاطرة الاقتصاد الوطني، والتي تنفرد كلّ منها في المستقبل بمعرض خاص على حدى. وتمثّلت معارض الإنتاج الجزائري في صالون الصناعات المصنّعة (والذي عرف دورته الأولى سنة 2010)، صالون الصناعات الالكترونية الكهربائية والأجهزة الكهرو منزلية (منعقد أيضا في 2010)، إلى جانب صالون الصناعة الغذائية والتغليف وصالون الصناعة الكيميائية والبيتروكميائية، بالإضافة إلى صالون البنوك والتأمينات (في طبعته الثالثة على انفراد)، وكذا صالون الخدمات وصالون الصناعة الميكانيكية، المعدنية والحديد والصلب. وفي هذه الدورة تمّ جمع كلّ الصالونات في جناح الوئام لقصر المعارض (الجناح المركزي)، حيث تمثّل هذه التظاهرة (معارض الإنتاج الجزائري) موعدا اقتصاديا هامّا للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، وتعتبر الوسيلة الوحيدة لعرض إمكانيات، تطوّرات وطموحات المؤسسات الجزائرية في الداخل والخارج. في هذا الإطار، عزم المنظمون لهذا المعرض على دعوة المستشارين الاقتصاديين والتجاريين للتمثيلات الدبلوماسية بالجزائر للقيام بزيارة تفقّدية لمعرض الإنتاج الجزائري وهذا خلال اليوم الثاني للتظاهرة التي ستدوم 5 أيّام، ويؤكّد المنظمون أيضا دعم منظمات أرباب العمل والمنظمات المهنية والنقابية لهذه التظاهرة على غرار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يؤدّي تنظيم هذه التظاهرة ويسعى لتحويلها إلى موعد حوار واقتراحات لترقية وتطوير الإنتاج الجزائري. وقد خصّصت إدارة (صافاكس) في مجال التعاون بين المنظمين والمؤسسات المشاركة مساحة للبيع الترقوي في الجناح C1 (خلف جناح القصبة الذي يحتضن في نفس الفترة الصالون الوطني للكتاب من طرف النقابة الوطنية للناشرين إلى غاية 28 من الشهر الجاري). في هذا الصدد، رصدت (أخبار اليوم) أجواء المعرض، وما شدّ انتباهنا في الجناح الخاص بالكتاب حضور الكتب الدينية بصفة تلفت الانتباه والمطبخ الجزائري كان هو كذلك حاضرا بكلّ أنواعه، على غرار كتب الأطفال التي أخذت حصّة الأسد، حيث عرضت أغلب دور النشر الحاضرة كتبا تتعلّق بالطفل سواء علمية أو فكرية أو ترفيهية، وهذا ما شاهدناه في (دار المواهب). وأكّد وليد بوقزاطة مسؤول التسويق بالدار ل (أخبار اليوم) أنه تمّ عرض بنسبة 80 بالمائة كتب للطفل من تأليف أساتذة موهوبين، وقال إن الأساتذة وضعوا برامج لتعليم الطفل، وكذا رسّامين يصمّمون الرّسم على حسب الحكاية التي تقدّم لهم. أمّا عن الإنتاج الجزائري فأكّد أحد مسؤولي معمل الشوكولاطة للمتيجة (شوكومي) في تصريح له ل (أخبار اليوم) أن مشاركته هي الأولى من نوعها في معرض وطني كهذا رغم أن المؤسسة لها 45 عاما عمل وتعتبر الشركة على حد تعبيره أوّل شركة شوكولاطة في الجزائر بعد الاستقلال وذلك منذ 1869، مشيدا بمبادرة الحكومة الجزائرية ووزارة التجارة للنهوض بالمنتوج الجزائري التي من شأنها أن تستقطب اليد العاملة في وقت طغت فيه السوق المستوردة على السوق الجزائرية واشتدّ الرّهان بين المنتوج الغربي والمنتوج المحلّي.