من المقرّر أن تنظم اليوم اللّجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية التي تتحدّث باسم نحو نصف مليون متعاقد وقفة احتجاجية، وقد أكّدت اللّجنة توافد عدد كبير من الشباب منذ الأمس نحو الجزائر العاصمة من مختلف ولايات الوطن، فيما أكّدت عبر موقعها الرّسمي لشبكة التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) أن (الشباب اليوم متضامنون ومتّحدون ضد الظلم والحفرة والتهميش). شدّدت اللّجنة في كلمة لها على موقعها الرّسمي على (الفايس بوك) أمس على أنه حان الوقت لاتّخاذ موقف حاسم من القضية، (فإمّا الالتفاف حول اللّجنة وانتزاع حقوقنا وإمّا انتظار المصير المحتوم وهو البطالة.. لكم الاختيار)، مؤكّدة على مطلبهم في الإدماج لا رجعة فيه. وانتقدت اللّجنة في كلمتها تصريح وزير المالية كريم جودي بوجود 140 ألف منصب مالي شاغر في الوقت الذي يعاني فيه الشباب الجزائري من البطالة، معتبرة صرف الملايين من الدولارات على مشاريع فاشلة ولا غاية منها ما هو إلاّ (تبذير). وفي هذا الإطار دعت اللّجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية إلى الاستثمار في الشباب الذين يستطيعون تقديم الكثير لهذه الدولة إذا عرفت الحكومة الاستثمار في هذه المادة الغنية بالقدرات. في هذا الصدد، اعتبر محمد بولسينة، رئيس اللّجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلّة لمستخدمي الإدارة العمومية، في تصريح سابق 900 ألف عامل بمثابة جيش بحاله، فيه المتعلّم والقادر على تغيير سياسة التشغيل في البلاد، وأن (مواصلة الصمت إزاء تهميش الحكومة لقضيتهم يعني نهايتهم)، معتبرا ذلك نوعا من (الانتحار والفناء). وأضاف بولسينة أن هؤلاء العمال يعتبرون (أكبر ضحايا سياسة التشغيل الهشّة والفاشلة، وأنهم أكبر الخاسرين من تردّي الأوضاع الاجتماعية، وفي خسارتهم خسارة البلاد لجيل كامل وشلّ لطاقاتها)، وناشد بولسينة (ضحايا سياسة العقود ترتيب صفوفهم والاستعداد لافتكاك حقوقهم المسلوبة منهم)، متحدّثا بلهجة تشاؤمية مخاطبا هذه الفئة التي تعمل في مختلف الإدارات: (لم تبق لكم اختيارات كثيرة ولا تنتظروا شيئا من الأحزاب والسياسيين الذين سمسروا بمأساتكم)، حيث وصفهم ب (الفاشلين والمرهونين وطلاّب السلطة)، فيما أكّد على عدم وجود حلّ ولو جزئي أو مؤقّت لهم.