توفي أول أمس الخميس الضحية الثانية للأحداث التي شهدتها ولاية غرداية مؤخرا، والتي أدخلت المنطقة في حالة من العنف والفوضى، وكان الشاب قد تعرض لإصابة في الجمجمة جراء تعرضه للقذف بالحجارة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة ويدخل في غيبوبة، من جهته أكد الوزير الأول عبد المالك سلال وجود أطراف تزرع الفتنة بين سكان المنطقة وليس حربا طائفية كما يروج لها البعض. سجلت ولاية غرداية حالة الوفاة الثانية التي خلفتها المناوشات التي حدثت مؤخرا بين مجموعات من الشباب بالمنطقة، وكان الشاب قد تعرض لإصابة خطيرة في الجمجمة نتيجة لتعرضه للقذف بالحجارة، ليتم على إثرها نقله إلى مستشفى »ترشين« بغرداية في حالة حرجة ودخل في غيبوبة وعاشت ولاية غرداية في الفترة الأخيرة حالة من الفوضى والعنف جراء الأحداث التخريبية التي اجتاحتها، والتي تميزت أيضا بالنهب وإضرام النيران خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة، تعرض بسببها للتخريب أكثر من 40 سكن ومحلات تجارية وبساتين نخيل وسيارات للخواص وتحطيم للتجهيزات الحضرية. بالإضافة إلى ذلك تعرض عشرات الأشخاص إلى جروح خلال تلك المناوشات المتكررة، الأمر الذي دفع بالسلطات المعنية إلى تجنيد قوات مكافحة الشغب على مستوى مختلف المواقع التي تعرف تلك الأحداث بغية إعادة الأمن والاستقرار للمدينة، التي عاد إليها الهدوء هذا الخميس ولمختلف أحياء سهل وادي ميزاب الذي يضم أربع بلديات والتي كانت مسرحا لهذه المناوشات حسب ما لوحظ. وبالرغم من ذلك مازالت المحلات التجارية والمؤسسات التربوية والهياكل العمومية مغلقة عبر عديد الأحياء بوسط مدينة غرداية في حين استأنفت محلات تجارية على مستوى الأحياء المجاورة نشاطها العادي. ويولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من جهته أهمية بالغة للوضع في المنطقة، حيث دعا في وقت سابق الأطراف المتنازعة إلى ضرورة ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار التي يحث عليها ديننا الحنيف وفضائل التضامن والوحدة العريقة التي تربط المجتمع الجزائري وبصفة خاصة سكان مدينة غرداية، مشددا على تغليب مبدأ الإيثار واحترام الغير مهما كانت الظروف. وكان الرئيس قد أوعز للحكومة أن تكثف مساعيها من أجل إيجاد حلول عاجلة لما يحدث في ولاية غرداية، وتلبية مختلف تطلعات السكان وإعادة السكينة والطمأنينة بما يصون انسجام تنميتها إقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا. وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية في آخر اجتماع لمجلس الوزراء كان عبد المالك سلال قد أعلن عن مبادرة لتسوية الوضع بالمنطقة والتي استقبل على إثرها وفدا من أعيان الولاية يمثلون المجموعتين الإباضية والمالكية من أجل وضع حد للتوترات التي شهدتها، وهي الخطوة التي جاءت مثمرة بدليل عودة الهدوء إلى الولاية لفترة من الزمن، والتي خلصت إلى العديد من القرارات لتمكين عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي منها إنشاء مجلس حكماء على مستوى البلديات المعنية ليكون بمثابة فضاء للتحكيم والصلح على أساس التعايش المنسجم والسلمي العريق الذي كان يسود في هذه الولاية. وتجدر الإشارة إلى أن سلال وخلال زيارة العمل التي قادته إلى ولاية برج بوعريريج مؤخرا أكد بأن ما يحدث في المنطقة ليست حرب طائفية كما يزعم البعض، كما أنه لا توجد مشاكل بين المالكيين والإباضيين وإنما الأمر يقتصر على مشادات ومشاحنات بين الشباب، مشيرا في ذات السياق إلى وجود أقلية تسعى إلى زرع الفتنة بين السكان، مستبعدا أن تؤثر تلك الأحداث على استقرار البلاد التي تعتبر مسألة سامية وقوية ولا يمكن المساس بها.